responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 98


مساكن الناس ، وطرقهم ، وأمكنتهم ، ولو تجاسر الأسد ، تجاسر الذباب والبعوض ، لهلك الناس ، فجعل بقدرته في الضعيف التجاسر والجرأة ، وفي القوى الجبن واعجب من هذين الأمرين ، عجزك عن هذا الضعيف ، وقدرتك على ذلك الكبير .
حكى انّه خطب المأمون ذات يوم ، فوقع ذباب على عينه ، فطرده ، فعاد مرارا حتّى عجز وقطع الخطبة ، فلمّا صلَّى ، احضرا با هذيل شيخ الاعتزال ، فقال له : لم خلق اللَّه الذباب ؟ قال الشيخ : ليزل به الجبابرة ، قال : صدقت . وفي خلق الذباب وأمثاله حكم ومصالح ، قال وكيع : لولا الريح والذباب لا نتنت الدنيا ، فسبحان القادر الذي ليس خلق العرش مع عظمته عليه أعسر ، ولا خلق البعوضة عليه أيسر ، وأنت ايّها الإنسان العاصي ، إذا كان جزعك من هذا البعوض في الدنيا وعجزك عنه ، فكيف حالك إذا تسلَّطت عليك الحيّات والعقارب في لظى ؟ ! اعلم انّه لمّا ثبت بضرورة العقل والعيان الحسّى ، انّ لنا خالقا حكيما ، لزم معرفة ان الموجودات ، لم تخلق عبثا وانّما خلقوا ليعرفوا خالقهم ، فيصيبوا بتلك المعرفة السعادة الدائمة والفيض الدائم وهذه المعرفة والعبادة تتوقف على بعث الرسل وإنزال الكتب ، كي يحصل هذا الغرض من الحكيم ويعرفوا ما يصلحهم وما يفسدهم والَّا لاختل النظام الأصلح ، الواجب رعايته في مقام الحكمة ، وبطل الغرض وذلك لا يليق بالحكيم القادر ، فوجب وجود الحجّة للناس وقد قام الاتفاق من جميع المذاهب والأديان انّه اتى رجل اسمه محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وادّعى النبوّة واتى بكتاب ، مجموع فيه جميع ما يحتاجونه ، من النظام الأتمّ وتحدّى بذلك الكتاب ، الآيتان بمثله ، لفظا ومعنى ، حكما وحكمة ، ثم انّه استقر في سنّة اللَّه وطريقته ، من لدن آدم في جميع الأعصار ، على نصب الحجة ، من رسول ، أو وصىّ ، لئلا تبطل الحكمة ولا يفوت الغرض ، والعلَّة الباعثة ، لوجوب الدعوة النبويّة ، هي الباعثة لوجوب وجود وصىّ ، يرشد إلى بقاء دعوة النبي ومع القطع بعدم وجود وصىّ عن المسيح ، نقطع بوجوب وجود النبي ، إتماما للحجّة ومعلوم بالبداهة ، انّ في هذا الزمان ، لا يكفى وجود المسيح ، في السماء الرابعة ، كما لا يمكن الاكتفاء بوجوده تعالى عن البعثة ، فلو قيل انّ شريعة عيسى

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست