responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 97


الفعل الذي هو منتهاه ، وكذلك استعمال الغضب في حقه فان مبدأ الغضب غليان دم القلب وشهوة الانتقام وله غاية وهو إنزال العقوبة بالمغضوب عليه ، فإذا وصف اللَّه بالغضب فليس المراد ذلك المبدأ أعنى شهوة الانتقام بل المراد إنزال العقاب وهو المنتهي ، فهذا هو القانون الكلى في نسبة هذه الأوصاف إلى جنابه تعالى ، وقيل وجه آخر في معنى لا يستحى اى لا يخشى ان يضرب مثلا ، ويستعمل الخشية بمعنى الحياء مثل هذا المورد ، كما استعمل الخشية في معنى الحياء حيث قال : وتخشى الناس واللَّه أحق ان تخشيه ، اى تستحيي الناس واللَّه أحق ان تستحييه ، فالاستحياء بمعنى الخشية في هذه الآية ، كما أن الخشية بمعنى الاستحياء في تلك الآية واستعمال المثل تفهيم المراد وتقريب الذهن إلى المعنى ، امر مستحسن شايع في العرب والعجم ولا استنكاف فيه وبالجملة .
« إِنَّ اللَّه لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً » اى لا يخشى أن يضرب مثلا يوضحه به لعباده المؤمنين بما هو المثل ، يعنى اىّ مثل كان وكلمة - ما - في الآية لزيادة الإبهام والشيوع في النكرة ، سواء كان المثل صغيرا أو كبيرا « بَعُوضَةً » وتقدير الآية لا يستحيى ان يضرب مثلا بعوضة فيكون بعوضة مفعولا ثانيا ليضرب وضرب بمعنى جعل ، أو يكون - ما - نكرة مفسرة ببعوضة فيكون بعوضة بدلا من ما ومعنى ، ما ، شيء ، فحينئذ يفسر شيئا بعوضة ، وقال الفراء إنّ معناه إن اللَّه لا يستحيى ان يضرب مثلا ، ما بين بعوضة إلى ما فوقها والمثل يؤتى به لفهم المخاطب ، سواء كان صغيرا كالبعوضة ، أو جليلا كالفيل وقد ورد في كلام العرب والعجم فقالوا في التمثيل أجرأ من الذباب واسمع من القراد تزعم العرب انّ القراد يسمع الهمس الخفي ، من مناسم الإبل ، على مسافة سبع ليال ، أو سبعة أميال ، وفي المثل فلان اعمر من القراد ، وذلك انها تعيش سبعمائة سنة ، وأجرأ من الذباب ، لأنه يقع على أنف الملك ، وجفن الأسد ، فإذا ذبّ ودفع ، آب ورجع ، ولذلك سمّى بالذباب وفي المثل يقال هو اجمع من ذرة يزعمون أنها تدخر قوت سبع سنين ، فانظر أيها المتأمل ، كيف خلق اللَّه الذباب والبعوض مع صغر حجمهما كل آلة وعضو أعطاه الفيل القوى الكبير بزيادة جناحين وأعطى البعوض والذباب جرأة ، أظهرها في طيرانهما ، في وجوه الناس ، مع مبالغة الناس في ذبهما ودفعهما بالمذبه ، وكيف ركب الجبن في الأسد واظهر ذلك الجبن فيه بتباعده عن

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست