بالناس والحجارة بل هي نيران شتّى منها نار بهذه الصفة .
« أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ » : وهيئت للذين كفروا بما نزلناه وفيه دلالة على أن النار مخلوقة موجودة الآن خلافا للمعتزلة وفي الآية إشارة إلى أن ثمرة الأخذ بالقرآن والقبول به وبمحمد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم هو النجاة من النار التي وقودها الناس والحجارة .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 25 ] وبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وأُتُوا بِه مُتَشابِهاً ولَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وهُمْ فِيها خالِدُونَ ( 25 ) البشارة الخبر السّار الذي يظهر به أثر السرور أي فرّح يا محمد قلوب الذين آمنوا بأنّ القرآن منزل من اللَّه مثل قوله بشر المشائين إلى المساجد في ظلم الليالي بالنور التام يوم القيمة .
« وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ » وفعلوا الفعلات الصالحات وهي كل ما كان للَّه تعالى حسب ما امر به وفي عطف العمل على الايمان دلالة على تغايرهما واشعار بأنّ مدار الاستحقاق مجموع الأمرين فانّ الايمان أساس والعمل الصالح كالبناء عليه ولا غناء بأساس لا بناء عليه وطلب الجنة بلا عمل حال السفهاء .
« أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ » بساتين فيها أشجار مثمرة قيل الجنة ما فيه النخيل والفردوس ما فيه الكرم كذا قال الفراء ، ولفرط التفاف أغصان أشجارها وتسترها سميت جنة كأنها ستره والجنان ثمان دار الجلال كلَّها من نور ، مدائنها وقصورها وبيوتها واوائيها وأبوابها ودرجها وغرفها وأعاليها وأسافلها وخيامها وحليها ، ودار القرار كلها من المرجان ، ودار السلام كلها من الياقوت الأحمر ، وجنة عدن من الزبرجد وهي قصبة الجنة وهي مشرفة على الجنان كلها وباب جنة عدن مصراعان من زمرد وياقوت ما بين المصراعين كما بين المشرق وو المغرب وجنة المأوى من الذهب الأحمر ، وجنة الخلد من الفضة ، وجنة الفردوس من اللؤلؤ كلها وحيطانها لبنة من ذهب ولبنة من فضة ولبنة من ياقوت ولبنة من زبرجد وملاطها وما يجعل ما بين اللبنتين مكان الطين المسك وقصورها الياقوت وغرفها اللؤلؤ ومصاريعها الذهب وارضها الفضة وحصباؤها المرجان وترابها المسك ونباتها الزعفران والعنبر وجنة النعيم من الزمرد كلها وفي الخبران المؤمن إذا دخل الجنة رأى سبعين ألف حديقة