responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 89


جوهرا من كل ما في هذا العالم ، من الأمور الجسمانية ، والنفس وان كانت تأخذ كثيرا من مبادي العلوم عن الحواس ، لكن لها من نفسها مباد أخر ، لا تأخذها عن الحواس ، وهي المبادي العالية التي تبتنى عليها القياسات الصحيحة المقطوعة الصحة ، بل الحواس تخطئ أحيانا مثل حركة السفينة والشاطئ ، لكن النفس العاقلة ترد علي الحواس هذا الحكم ، وتغلطه في إدراكه ، وتعلم أنه ليس كما يراه ، وهذا لعلم من ذاتها وجوهرها فهذه فضيلة النفس ، وبهذه الفضيلة يدرك الإنسان السعادات ، ما لم تتلوث النفس برذائل الشهوات الرديئة الجسمانية ، فحينئذ تنقلب هذه الملكة الملكية إلى ملكة الشيطانية ، وخاب من دسيها .
فالعاقل ينبغي ان يقوى قوة ملكيته ، ويضعف قوى بهيميّته ، حتى يستدرك من فيض النور المودع فيه ، وهو المعبّر بالنفس الناطقة ، وبالروح القدسي وبالعقل ، لان يستفيد من تلك القوة ، السعادة الدائمة ، ويبعد عن عالم البهيميّة والشقاوة الأبدية ، ولا يحصل هذا الفيض الا إذا كان حريصا في الإطاعة والعبادة ، قنوعا في الدنيا ، ولم يكن حريصا في المال وزخارف الدنيا ، لأن من أحب المال والدنيا حبا مفرطا فقد هلك هلاك الأبد ، ويكون حاله أسوأ من البهيمة ، لان البهيمة إذا ماتت وهلكت استراحت ، وهو أول عذابه ، ومعلوم ان حرصه على المال يصده عن استعمال الرأفة وبذل ما يجب ، ويضطره إلى الخيانة والكذب والاختلاق ومنع الواجب والاستقصاء واستجلاب الحبة والدانق ، وربما يسعى في قتل نفسه ، بسبب معارضة خصمه ، فليستعمل الإنسان نفسه فيما خلق له ، ولا يغير جبلَّتها فيكون مستعملا الماء لإيقاد النار ، والنار لدفع العطش ، قد خسر ودسيها ، وكان عليه ان يفلها ، ومعذلك جعل اللَّه لك برحمته الواسعة مندوحة ، وهي باب التوبة والاستغفار ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم طوبى لمن وجد في صحيفة عمله يوم القيمة تحت كل ذنب استغفر اللَّه ، قال الصادق عليه السّلام إذا أكثر العبد الاستغفار رفعت صحيفتة وهي تتلألأ ، وكان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لا يقوم من مجلس وان خف ، حتى يستغفر اللَّه خمسا وعشرين مرة ، وقال سلام اللَّه عليه ان المؤمن ليذكره اللَّه الذنب بعد بضعة وعشرين سنة ، حتى يستغفر اللَّه منه ، فيغفر له ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قول لا اله الا اللَّه والاستغفار خير العبادة كما قال اللَّه سبحانه فاعلم أنه لا اله الا اللَّه واستغفر لذنبك لا أقول تنسى طريقة الاستغفار من قول أمير المؤمنين ، أولها الندم ، الثاني العزم على ترك العود ،

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست