منافقين ، من أهل المدينة ، هربا من رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فأصابهما المطر الَّذى ذكر اللَّه في الآية ، ورعد وبرق وصواعق ، فكلما أضاء لهما الصواعق ، جعلا أصابعهما في آذانهما ، مخافة ان تدخل الصواعق ، في آذانهما ، فتقتلهما ، وإذا لمع البرق ، مشيا في لمعه ، وإذا لم يلمع لم يبصرا ، فندما ، وجعلا ، يقولان يا ليتنا قد أصبحنا ، فنأتي محمدا ، فنضع أيدينا ، في يده فأصبحا ، فاتياه ، وأسلما ، وحسن إسلامها ، فضرب اللَّه شأن هذين الرجلين مثلا لمنافقى المدينة ، فان منافقي المدينة ، كانوا إذا حضروا النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم جعلوا أصابعهم في آذانهم ، فرقا من كلام النبىّ ان ينزل فيهم شيء ، كما كان ذلك الرجلان ، يجعلان أصابعهما في آذانهما من الصواعق : جمع صاعقة ، وهي الوقع من السحاب ، تسقط معه نار محترق ، لكنّها مع حدّتها سريعة الخمود ، قالوا بين السماء وبين الكلة الرقيقة ، التي لا يرى أديم السماء ، الَّا من ورائها نار منها تكون الصواعق ، تخرج النار ، فتفتق الكلة وتكون الصوت منها أو جرم ، ثقيل ، مذاب ، مفرغ من الاجزاء اللطيفة الارضيّة الصاعدة ، المسمّاة دخانا ، والمائية المسمّاة بخارا حارّ حاد ، في غاية الحدّة والحرارة ، لا تقع على شيء الَّا ثقب واحرق ، ونفذ في الأرض حتّى بلغ الماء ، فانطفأ ووقف قال ابن عباس ، من سمع صوت الرعد فقال ، سبحان الذي يسبّح الرعد بحمده والملائكة من خيفته وهو على كلشيء قدير ، فان أصابته صاعقة فعليّ ديته ، وكان النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إذا سمع الرعد ، وصواعقه ، يقول ، اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك .
« حَذَرَ الْمَوْتِ » منصوب بيجعلون على العلة اى خوفا من الموت .
« واللَّه مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ » الإحاطة الإحداق بالشيء من جميع جهاته وهو مجاز في حقه تعالى اى محدق بعلمه وقدرته لا يفوتونه فيحشرهم يوم القيمة ويعذبهم والحيل لا ترد بأس اللَّه ووضع الظاهر موضع الضمير للإيذان بانّ ما دهمهم من الأمور الهائلة بسبب كفرهم والتصريح بكفرهم .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 20 ] يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيه وإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا ولَوْ شاءَ اللَّه لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 20 ) الكلام وقع جوابا عن سؤال مقدّر كانّه قيل فكيف حالهم مع ذلك البرق فقيل يكاد