responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 81


« اسْتَوْقَدَ ناراً » : الاستيقاد طلب سطوع النار ، وارتفاع لهبها ، والمعنى أوقد في مفازة في ليلة ظلماء ، « فَلَمَّا أَضاءَتْ » : الاضائة فرط الإنارة ، « ما حَوْلَه » : أي حول المستوقد من الأماكن والأشياء ، واصل الحول ، الدوران ، ومنه الحول للعام ، لأنّه يدور ، وجواب لمّا « ذَهَبَ اللَّه بِنُورِهِمْ » اى اذهب وأطفأ نارهم التي هي مدار نورهم وضوئهم « وتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ » : بحيث لا يبقى من النور عين ولا اثر اى صيّرهم في ظلمات لا يبصرون ما حولهم فانّ المنافقين أظهروا كلمة الايمان غدرا ومكرا ، فاستناروا بنورها ، واستعزوا بعزّها ، فناكحوا المسلمين ، واورثوهم ، وقاسموهم الغنائم ، وأمنوا على أموالهم وأولادهم ، فإذا بلغوا آخر العمر ، كلّ لسانهم عنها وحرموا من فائدتها ، وبقوا في ظلمة النفاق والكفر وسخط اللَّه ، وعادوا إلى الخوف والظلمة

[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 18 ] صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ( 18 )

[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 18 ] صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ( 18 ) : اى هم صم عن الحق لا يسمعونه ، كأنه انسدت خروق مسامعهم ، بكم ، خرس ، لا يقولونه ، كأنّهم لا يتمكّنون ان ينطقوا به ، مثل من به آفة في لسانه ، « عُمْيٌ » فاقدوا الأبصار عن النظر ، وهم في الآخرة يعاقبون بجنسها قال اللَّه « ونَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وبُكْماً وصُمًّا » لا يسمعون سلام اللَّه ، ولا يخاطبون اللَّه ، ولا يرون آثار رحمته ، والمؤمنون يكرمون يومئذ بخطابه ، ولقاء كرامته ، وسلامه « فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ » بسبب اتصافهم بالصفات المذكورة ، لا يعودون عن الضلالة إلي الهدى والفطرة السليمة التي فطر النّاس عليها ،

[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 19 ] أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيه ظُلُماتٌ ورَعْدٌ وبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللَّه مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ ( 19 )

[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 19 ] أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيه ظُلُماتٌ ورَعْدٌ وبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللَّه مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ ( 19 ) : مثّل اللَّه مثالا آخر ، عن حال المنافقين ، اى حالهم كحال أصحاب مطر يصوّب ويقع ، وصيّب أصله صيوب ، على وزن فيعل ، فاجتمعت الواو والياء ، والأولى ساكنة ، فقلبت ياء ، وأدغمت ، مثل سيّد وجيّد ، وأو في الآية للتخيير والتساوي ، اى كيفيّة قصة المنافقين ، شبيهة بهاتين القصتين ، فان مثلت بأحدهما ، أو بهما جميعا ، فأنت مصيب ، وأو ، يكون بمعنى الواو أوجه ، مثل قوله تعالى : « أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ » قال الشاعر :

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست