responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 77


مدّ الجيش وامدّه إذا زاده ، والمدّ الجذب ، لأنّه سبب الزيادة في الطول والمادة ، كلشيء يكون مددا لغيره وقيل كلشيء حدثت زيادته في نفسه فهو مدد بغير ألف وكل زيادة أحدثت في الشيء من غيره فهو امده ويمدّهم في طغيانهم قيل معناه يملى لهم ليؤمنوا وهم معذلك متمسكون بطغيانهم وعمههم والعمه في البصيرة كالعمى في البصر وهو التحيّر وقيل المعنى يدعهم ويتركهم من فوائده ومنحه التي يكرم المؤمنين ثوابا لهم ويمنعها الكافرين عقابا كشرح الصدور وتنوير القلب فهم في ضلالهم يتحيّرون وذلك بسبب انهم اعرضوا عن الحق [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 16 ] أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وما كانُوا مُهْتَدِينَ ( 16 ) أولئك المنافقون الموصوفون الذين اشتروا الضلالة وهي الكفر والنفاق بالهدى وهو الايمان وقبول القرآن واستبدلوها به * ( فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ ) * فاسناد التجارة إلى مثل هذا الأمر على الاتساع ولمشابهتها ايّاه من حيث انّها سبب الربح والخسارة والتاجر الرابح من اتفق له في الصبا ان يربى على أدب الشريعة وأخذ بوظائفها حتى تعودها فقد بلغ مراتب الانسانيّة فليكثر حمد اللَّه على هذه الموهبة العظيمة ومن لم يتفق له ذلك في مبدأ نشوه وابتلى بمعاشرة أهل الخلاعة والمجون ورواية الشعر الفاحش ونيل اللذّات مثل اشعار امرئ القيس والنابغة ومال طبعه إلى التغزّل والتعشّق فقد أدركه الشقاء والخسران فما ربحت تجارته ومهما تنبّه وهيهات فليجتهد على التدريج إلى نظام نفسه منها ممّا لا يدرك كلَّه لا يترك بعضه فإن فاته الربح فلا يفوته رأس المال وادخل السّفينة قبل ان تغرق .
« وما كانُوا مُهْتَدِينَ » إلى طريق التجارة لأنّه قد فات منهم الربح ورأس المال لأنّهم اكتسبوا من طول العمر خذلانا ومن كثرة الأموال والأولاد حرمانا قال اللَّه سبحانه لحبيبه ليلة المعراج انّ من نعمتي على امّتك انّى قصّرت أعمارهم كيلا تكثر ذنوبهم وأقللت أموالهم كيلا يشتدّ في القيمة حسابهم وأخرت زمانهم كيلا يطول في القبور حبسهم قال بعض علماء الأخلاق ينبغي للسالك ان يتحفّظ رأس ماله ثم يطلب الربح حتى إذا فاته الربح في صفقة فربما يتداركه في صفقة أخرى لبقاء الأصل حكى انّه كان للشيخ أبى علي الدقاق مريد تاجر متمول فمرض يوما فعاده الشيخ وسأل منه سبب علَّته فقال

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست