نفر من الصحابة فقال ابن أبي انظروا كيف اردّ هذه السفهاء عنكم فلمّا دنوا منهم أخذ عبد اللَّه بيد علي بن أبي طالب فقال مرحبا بابن عمّ رسول اللَّه وختنه وسيّد بني هاشم ما خلا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فقال علي عليه السّلام يا عبد اللَّه اتق اللَّه ولا تنافق فانّ المنافقين شرّ خلق اللَّه فقال له عبد اللَّه مهلا يا أبا الحسن انّى تقول هذا واللَّه انّ أيماننا كايمانكم وتصديقنا كتصديقكم ثمّ افترقوا فقال ابن ابىّ لأصحابه كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا ما فعلت فأثنوا عليه خيرا وقالوا ما نزال بخير ما دمت فينا فنزلت الآية المعنى ساق القصة في تمهيد نفاقهم وبيان مذهبهم ومعاملتهم مع المؤمنين بأن يظهرون معهم الايمان وإذا اجتمعوا في الخلوة ، والى في الآية بمعنى الباء أو مع مثل خلوت بفلان واليه إذا انفردت معه والمراد من شياطينهم المشاركون في النفاق والتمرّد وكل عات متمرّد فهو شيطان وقيل المراد من شياطينهم كهنتهم في بنى قريضة كعب ابن الأشرف وفي جهينة عبد الدار وفي بني أسد عوف ابن عامر وفي الشام عبد اللَّه بن سوداء وكانت العرب تزعم فيهم انهم مطلعون على الغيب ويداوون المرضى ويعرفون الأسرار وليس من كاهن الَّا وعند العرب انّ معه شيطانا « قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ » موافقوكم على اعتقادكم ودينكم ولا يفارقكم في حال من الأحوال وكأنّه قيل لهم عند قولهم انّا معكم فما بالكم يوافقون المؤمنين بكلمة الشهادة والحضور في جماعاتهم ومساجدهم فقالوا انّما نحن في اظهار الايمان عندهم مستهزؤن بهم وانّما نكون معهم ظاهرا لنشاركهم في غنائمهم وننكح بناتهم ونحفظ أموالنا ونسائنا من أيديهم [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 15 ] اللَّه يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ويَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ( 15 ) فرد اللَّه عليهم بقوله :
: اى يجازيهم على استهزائهم ويرجع وبال الاستهزاء عليهم فيكون كالمستهزئ بهم أو يعاملهم معاملة المستهزئ بهم في الآخرة كما أشرنا اليه سابقا يروى انّه يفتح لهم باب إلى الجنة وهم في جهنم فيسرعون نحوه فإذا وصلوا اليه سدّ عليهم وردّوا إلى جهنم والمؤمنون على الأرائك في الجنة ينظرون إليهم فيضحكون منهم كما ضحكوا من المؤمنين في الدنيا فذلك بمقابلة هذا ، ويفعل بهم ذلك مرّة بعد مرّة ، ويمدهم اى يزيدهم من