الشرير بالطبع ، وصحّ التوسط بينهما ، فحينئذ الإنسان قابل الأخلاق في الخير والشرّ ، فليتخلَّق بأخلاق اللَّه وسياسته التي بيّنها في الكتاب على السنة أنبيائه ، فأبواب هذه السياسة متابعة الكتاب كما انّ أبواب الشرّ مخالفة الكتاب والسنة ، وبالمتابعة يظهر جوهر الإنسان واسم الإنسان وان كان يطلق على الطرفين من هذا الباب لكن البون بينهما كبون الاضداد . قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ليس شيء خيرا من ألف مثله إلَّا الإنسان ، وقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة واحدة ولم أر أمثال الرجال تفاوتا إلى المجد حتى عدّ ألف بواحد . قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وزنت بامّتى فرجحت بهم ولذا قال سبحانه ( إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً ) مع انّه سلام اللَّه عليه واحد فكن ألفا ولا تكن واحدا .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 11 ] وإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( 11 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 11 ] وإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ ( 11 ) اى وإذا قال المسلمون لهؤلاء المنافقين هذا القول وهو قولهم لا تفسدوا في الأرض . والفساد خروج الشيء عن الصلاح ، والفساد في الأرض تهيّج الحروب والفتن المتتبّعة لزوال الاستقامة في أحوال العباد واختلال النظام والمعاش والمعاد والمراد ما نهوا عنه من افشاء امر المسلمين وأسرارهم إلى الكفّار .« قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ » . جواب لإذا وردّ للناصح انّ شأننا الإصلاح وحالنا متمحّضة عن شوائب الفساد ، الا تنبيه اى اعلموا ايّها المؤمنون
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 12 ] أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ ( 12 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 12 ] أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ ( 12 ) أثبت سبحانه لهم ما نفوه ونفى عنهم ما أثبتوه اى هم مقصورون على الفساد لأنفسهم بالكفر وللناس بالتعويق عن الايمان « ولكِنْ لا يَشْعُرُونَ » ولا يحسّون فيدركون الصلاح عن الفساد فيفسدون صلاح آخرتهم بإصلاح دنياهم ، ولا شعور لهم .[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 13 ] وإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ ولكِنْ لا يَعْلَمُونَ ( 13 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 13 ] وإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ ولكِنْ لا يَعْلَمُونَ ( 13 ) من طرف المؤمنين بطريق الأمر بالمعروف * ( آمِنُوا ) * حذف المؤمن به لظهوره اى « آمنوا بالله وباليوم الآخر كما أمن الناس » إيمانا مماثلا لإيمانهم ، واللام في النّاس للجنس والمراد به الكاملون في الانسانيّة ، العاملون بعطيّة العقل أو للعهد ، والمراد به الرسول ومن معه .