responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 66


للناس علي اللَّه حجة بعد الرسل وقال ولو انّا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 7 ] خَتَمَ اللَّه عَلى قُلُوبِهِمْ وعَلى سَمْعِهِمْ وعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ولَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ( 7 ) لما ذكر هم بصفاتهم الخبيثة ذكر عقوباتهم فهو تعليل للحكم السابق وبيان ما يقتضيه . وفي معني الختم وجوه .
أحدها ان المراد بالختم العلامة فإذا انتهى الكافر من كفره إلى حالة يستحق الحرمان من الفيض الأقدس ختم وطبع على قلبه علامة ونكتة سوداء تشاهدها الملائكة فيعلمون بها انّه لا يؤمن بعدها كما انّه يعلم ويكتب في قلب المؤمن علامة تعلم الملائكة بها انّه مؤمن فيمدحونه ويستغفرون له .
وثانيها ان المراد بالختم ان اللَّه شهد عليها وحكم بأنها لا تقبل الحق .
وثالثها ان المراد بذلك انه ذمهم بأنها كالمختوم عليها في انّه لا يدخلها الايمان ولا يخرج عنها الكفر فتمكن الكفر في قلوبهم فصارت كالمختوم عليها .
ورابعها ان قلبه ضاق عن النظر والاستدلال ، فهو خلاف من ذكر في قوله : « أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّه صَدْرَه لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّه » ومثل قوله « أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها » والوجوه بحسب المعني متقاربة :
« وعَلى سَمْعِهِمْ » اى وختم اللَّه على آذانهم فجعلها بحيث تعاف استماع الحق ولا تصغى إلى خبر ولا تعيه عقوبة لهم على سوء اختيارهم فعبر سبحانه من احداث هذه الكيفية والهيئة بالطبع والختم على الاستعارة ، فلو قيل إذا ختم اللَّه على قلوبهم وعلى سمعهم فمنعهم الهدى فكيف يستحقون العقوبة ؟ فالجواب انّ الختم والطبع والضلال وأمثال هذه الأمور عقوبة ومجازاة من اللَّه بكفرهم ، وهي مستندة إلى اللَّه من حيث إن الممكنات بقدرته ومن حيث إنها جزاء منه تعالي لكن هذا الجزاء مسبب مما اقترفوه بدليل قوله « بَلْ طَبَعَ اللَّه عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ » ، وقوله تعالى ، « ذلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ » فالختم لاستحقاق الكفر كالعذاب الواقع على الكافر ، واللَّه تعالى قد يسرّ عليهم السبل فلو سلكوا سبيله لوفّقهم ، فحاصل معنى الختم عقوبة من اللَّه لا تمنع العبد جبرا ولا تحمله على الكفر كرها بل هي زيادة عقوبة له على سوء اختياره ، وتماديه

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست