responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 63


« وما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ » التورية والإنجيل وسائر الكتب السالفة والايمان بالكلّ فرض عين جملة ، وبالقرآن فرض عين تفصيلا حيث انّا متعبّدون بتفاصيله .
« وبِالآخِرَةِ » تأنيث الآخر الذي يقابل الأول وسمّيت الدنيا دنيا لدنوّها من الآخرة ، وسمّيت الآخرة آخرة لتأخرها ولكونها بعد الدنيا ، والآخر بفتح الخاء الذي يلي الأوّل .
« هُمْ يُوقِنُونَ » الإيقان إتقان العلم بالشيء بنفي الشكّ والشبهة عنه نظرا واستدلالا .
والمراد من الآخرة الدار الآخرة بحذف الموصوف لأن الآخرة صفة ، ولا بدّ لها من موصوف .
« و * ( يُوقِنُونَ » اى يعلمون ، وذلك لأنّ الكافرين ما كانوا متيقّنين بها بل كانوا يقولون :
ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيى ، ولمّا كان أهل الكتاب عليه من الشكوك ، وكانوا يقولون : لم تمسّنا النار الَّا ايّاما معدودات وكذلك مختلفاتهم في انّ نعيم الجنّة هل هو من قبيل نعيم الدنيا أو لا وهل هو دائم أولا ؟ فقال فرقة منهم يجرى حالهم في التلذّذ بالمطاعم والمشارب والمناكح على حسب مجراها في الدنيا ، وقال آخرون انّ ذلك انّما احتيج اليه في هذه الدنيا من أجل نماء الأجسام والتوالد والتناسل وأهل الجنّة مستغنون عنه فلا يتلذّذون الَّا بالنسيم والأرواح العبقة والسّماع اللذيذ والفرح والسرور ، فهم عن الاعتقاد في أمور الآخرة بمعزل من الصحّة فضلا عن الوصول إلى مرتبة اليقين ، وامّا المؤمنون فهم موقنون غير مختلفين ولا شاكّين ، قال علماء الأخلاق اليقين علي ثلاثة أوجه : يقين عيان ويقين خبر ويقين دلالة ، فامّا يقين العيان فهو انّه إذا رأى شيئا زال عنه الشك في ذلك الشيء ، وامّا يقين الدلالة فهو ان يرى الرّجل دخانا ارتفع من موضع فيعلم باليقين انّ هناك نارا وان لم يرها ، وامّا يقين الخبر فهو انّ الرجل يعلم باليقين انّ في الدنيا مدينة يقال لها بغداد وان لم ينته إليها ، فهيهنا يقين خبر ، والعلم اليقين هو العلم الحاصل بالإدراك والاستدلال والنظر . ودرجات اليقين تكمل بدوام النظر والمجاهدات المشروعة مثل دوام الوضوء وقلَّة الاكل وكثرة الذكر والسكوت بالفكر في ملكوت السماوات والأرض وبأداء السنن والفرائض وترك ما سوى الحق وتقليل المنام وأكل الحلال وصدق المقال والمراقبة بالقلب إلى اللَّه ، فهذه مفاتيح العلوم والمشاهدة ، وثمرة اليقين ، الاستعداد

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست