responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 62


عدم ورود تصديقها في شيء من الكتاب والسنّة مخالفة لما ينساق من هذه الآية الكريمة لأنّ العقل الأوّل هو الحقيقة المحمّديّة كما يستفاد من الحديث ، وهو أوّل ما خلق اللَّه نور نبيك : يا جابر وقوله تعالى : « بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ » صريح في أنّ المنزل بالكسر انّما هو اللَّه ، والقول بأنّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم خالق للعقل الثاني مخالف للأدلة الأربعة وهي الكتاب والسنة والإجماع ودليل العقل ، إذ نسبة الخلق والصنع إلى غيره غير جائز ، هل من خالق غير اللَّه ؟ وقد صحّ انّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم عبد ونبىّ وقوله : بما انزل إليك إشارة إلى الهدايات والإفاضات والوحي النازلة من اللَّه بالنسبة إليه ، وقد جعلهم اللَّه مجرى للفيوضات ، وليس علمه ذاتيّا مستغنيا عن الإفاضة واليه الإشارة بقوله تعالى :
« ووَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى » ، ولا شكّ انه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ممكن فيحتاج في هدايته وساير صفاته إلى الواجب ، والضالَّة بمعنى الغيبوبة لأنّ مرتبته كانت خفيّة من أول الأمر ، فهدى اللَّه بإظهار تلك الحقيقة المقدّسة واعلانها وإعلاء كلمتها واللَّه متمّ نوره ولو كره المشركون قال علىّ عليه السّلام أنا الأوّل ، أنا الاخر ، أنا الظاهر ، أنا الباطن ، قيل في معناه وجوه ، الأول انّه أوّل من آمن برسول اللَّه في عالم الغيب والشهادة وانّه عليه السّلام أوّل من آمن في جميع العوالم من عالم الأنوار والمثال وعالم الأرواح والنفوس وعالم الذّر الأوّل الَّذى قال اللَّه : « أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ؟ » ، وعالم الذر الثاني المتّصف بالإجابة المشروطة والذّر الثالث المشتمل على الإجابة المتخيّرة وعالم الملك والناسوت ، فانّه عليه السّلام اوّل من دعى وأجاب .
الثاني انّه اوّل من أجاب نداء إبراهيم حين اذّن للناس بالحجّ ، وهو والأئمّة حقيقة الرّسول وهم والرسول اوّل الأولياء وآخرهم وجود أو رتبة وتمام الأنبياء ، والأولياء والأوصياء انّما خلقوا من اشعّة أنواره محمد وأهل بيته صلوات اللَّه عليهم ومن قبسات فيضهم ونورهم ، وهو قوله عليه السّلام بكم بدأ للَّه وبكم يختم . وفي الحديث قال الصادق نحن الأوّلون ونحن الآخرون ، وأيضا في الحديث عنهم انّه اى عليّا عليه السّلام الأوّل والآخر اى مرجع الأولياء بدأ وختما وانّ له الولاية الكلَّية في الدنيا والآخرة وانّه اوّل الخلق شرفا وإياب الخلق إليهم لأنّه الواسطة في جميع الفيوضات .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست