responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 61


يستوجب المزيد فبشّره انّى قضيت باقي عمره بالغنى .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 4 ] والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ( 4 ) ثم بيّن سبحانه صفة المتّقين فقال : « والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ » اى القرآن بأسره والشريعة عن اخرها والتعبير عن انزاله بالماضي مع كون بعضه مترقّبا ولم ينزل لتغليب المحقّق وقوعه على المقدّر ولتنزيل ما في شرف الوقوع لتحققه منزلة الواقع ولأنّ القرآن شيء واحد في الحكم ، أو الإنزال في هذه الآية بمعنى الوحي ، وهذا النزول الثانوي على عالمه البشريّة والنزول الأوّل إلى عالم نوره من غير واسطة جبرئيل والنزول الثّاني إلي عالم الخلق زيادة في علمه غير مسبوق بالجهل بل نزول علم على علم أو زيادة علم على علم ، واليه الإشارة بقوله تعالى : « ولا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُه » و « قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً » . ويستفاد من هذه الآية وهي قوله : « والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ » انّ الكلام مخلوق لأنّ المنزل لا بدّ وأن يكون حادثا وممكنا ولا يكون قديما خلافا للأشاعرة فانّهم قالوا بالكلام النفسي فزعموا أنّ اللَّه لم يزل متكلَّما مع وضوح أنّ الكلام غير المتكلَّم ، ويمتنع اقترانهما كما يمتنع اتحادهما مع انّه يستلزم تعدّد القدماء وهو ينافي التوحيد ، فالكلام الإلهي المنزل على أنبيائه كلَّه حادث ومخلوق ، والمتكلَّم هو الخالق فيخلق الكلام بإرادته ومشيّته والأشاعرة يقولون بالصفات الزائدة مع ما يدّعون من الإقرار بالتوحيد ويقولون بالقدماء الثمانية ومنها الكلام النفسي ، وهذا ينافي التوحيد ضرورة انّ مفهوم الواجب لا يصدق على كثيرين ، وحقيقة الوجود البحت لا يشوبه شيء من التركيب الذاتي والخارجي والذهني والجنس والفصل وما قاله الأشاعرة يستلزم تركّب الواجب من الذات والصفات بشهادة انّ الصفة غير الموصوف . والقول بالصفات الزائدة يستلزم كون الذات فاقدا للكمالات الذاتية وافتقارها إلى صفاتها ، وكل محتاج ممكن ويستلزم النقص ، وكل ناقص ممكن ، قال أمير المؤمنين عليه السّلام ونظام توحيد اللَّه تعالى نفى الصفات عنه ، فمن وصف اللَّه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن عدّه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ايقاظ : وامّا ما قرره الحكماء من أنّ الواحد لا يصدر عنه الَّا الواحد وأنّ العقل الأوّل هو المخلوق من غير واسطة وانّ العقل الأوّل هو الخالق للعقل الثّاني ، وهكذا إلى أن ينتهى إلى العقول العشرة ، فهذه القاعدة مع

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست