responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 60


من باطنك الدّم الَّذى تخشى ضرره أليس هو المحسن لك ؟ فالَّذى اخرج من الباطن رذيلة البخل مع انّ ضرره في الحياة الآخرة أولى بان تراه متفضّلا عليك . الثالث ، ان تخرج من أطيب أموالك قال اللَّه تعالى : « ويَجْعَلُونَ لِلَّه ما يَكْرَهُونَ » قال اللَّه تعالى « لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْه تُنْفِقُونَ » ، والإنسان يؤثر الأعزّ لحبيبه دون الأخس . الرّابع ان تعطى بوجه طلق فرح غير مستكره ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم سبق درهم بمائة ألف درهم ، وانّما أراد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم به ما يعطيه عن بشاشة وطيب نفس من أنفس أمواله فذلك أفضل من مائة ألف درهم مع الكراهيّة . الخامس ان تتحرّى بصدقتك محلَّا تزكوا به الصدقة مثل الرّجل المتّقى العالم الَّذى يستعين بها على تقوى اللَّه والصالح المعيل ذي الرحم ، وان لم تجتمع تمام هذه الأوصاف فباحادها أيضا تزكوا الصّدقة . قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين ، وقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لا تأكل الَّا طعام تقىّ ولا يأكل طعامك الَّا تقىّ . وفي ثواب الأعمال عن أبي جعفر عليه السّلام قال انّ عابدا عبد اللَّه ثمانين سنة ثم اشرف على امرأة فوقعت في نفسه فنزل إليها فراودها على نفسها فطاوعته فلمّا قضى منها حاجته طرق ملك الموت فاعتقل لسانه فمرّ سائل فأشار اليه ان خذ رغيفا كان في كسائه فأحبط - اللَّه عمل ثمانين سنة بتلك الزنية وغفر اللَّه له بذلك الرغيف ، أتظنّ ان ينفعك في غنمته لا بل الربح في خير أمضيته أو خصم أرضيته فأدّ قرضك وأوف فرضك ولا تسع لقاعد ولا تسهر لراقد . روي انّه أوحى اللَّه إلى بعض أنبيائه انّى قضيت عمر فلان نصفه بالفقر ونصفه بالغنى فخيّره حتى اقدّم له ايّهما شاء فدعى النبىّ وطلبه فجاء الرّجل فأخبره النبىّ بما أخبره اللَّه فقال الرجل حتى أشاور زوجتي فقالت زوجته اختر الغنى حتّى يكون هو الأوّل فقال لها الرّجل انّ الفقر بعد الغنى صعب شديد والغنى بعد الفقر طيب لذيذ فقالت لا بل أطعني في هذا فرجع إلى النبىّ فقال اختار نصف عمري الَّذى قضى لي فيه بالغنى ان يقدّم ، فوسّع اللَّه عليه الدنيا ، وفتح عليه باب الغنى ، فقالت له امرأته ان أردت ان تبقى هذه النعمة فاستعمل السخاء مع خلق ربّك ، فكان الرجل إذا اتّخذ لنفسه ثوبا اتّخذ لفقير ثوبا مثله ، فلمّا تمّ نصف عمره الذي قضى له فيه بالغنى أوحى اللَّه إلى نبي ذلك الزمان انّى كنت قضيت نصف عمره بالفقر ونصفه بالغنى لكنّى وجدته شاكرا لنعمائى والشكر

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست