responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 59


الزكاة ، وفي الانفاق فضائل لا تحصى قال اللَّه تعالى : « مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ » الآية . واعلم انّ انفاق المال في الخيرات إحدار كان الدّين والسرّ فيه انّ المال محبوب الخلق وهم مأمورون بحبّ اللَّه ومدعوّون للحبّ بنفس الايمان فجعل تعالى بذل المال امتحانا لصدقهم في دعواهم فانّ المحبوبات تبذل لأجل المحبوب ، فانقسم الخلق إلى ثلاث طبقات : الطبقة الأولى الأقوياء وهم الَّذين أنفقوا جميع ما ملكوا ونصف ما ملكوا فهؤلاء صدقوا ما عاهدوا اللَّه في دعواهم ، ومن أوفى بما عاهد عليه اللَّه فسيؤتيه اجرا عظيما ، الطبقة الثانية المتوسطون وهم الذين لم يقدروا على أخلاء اليد عن المال دفعة ولكن أمسكوها لا للتنعم بل للإنفاق عند ظهور محتاج ، ويقنعون في حق أنفسهم بما يقوّيهم على العبادة ، وإذا عرض محتاج بادروا إلى سدّ خلَّته ، ولم يقتصروا على قدر الواجب من الزكاة ، وانما غرضهم العمدة في الإمساك ترصّد الحاجات . والطبقة الثالثة الضعفاء وهم المقتصرون على أداء الواجب فلا يزيدون عليها ولا ينقصون منها ولا شكّ بانّا لسنا من الطبقة الأولى والثانية لكن ينبغي ان نتجاوز الدرجة الثالثة ولوالي أواخر طبقات المتوسّطين ، ونزيد على الواجب فانّ الاكتفاء بمجرّد الواجب حدّ البخلاء . قال اللَّه تعالى « إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا » فاجتهد لا ينقضي عليك يوم الَّا وتتصدّق بشيء وراء الواجب ولو شيئا يسيرا فترتفع بذلك من طبقة البخلاء ، وان لم تملك شيئا فمعونة في حاجة أو شفاعة خير فيكون بذلك في الخير ممّا تقدر عليه من جاه وكلمة طيّبة إذا كنت فقيرا . وحافظ في صدقتك على خمسة أمور : الأوّل الأسرار ، فانّ صدقة السّر تطفى غصّب الربّ . وقد قال اللَّه تعالى « وإِنْ تُخْفُوها وتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ » وبذلك تخلص عن الرياء ، والرياء محبط ومهلك ينقلب في القلب في صورة حيّة إذا وضع في القبر أو يولم إيلام الحيّة كما انّ البخل ينقلب في القبر في صورة عقرب . الثاني ان يحذر من المنّ وحقيقته ان ترى نفسك محسنا إلى الفقير ، وعلامته ان تتوقّع شكر امنه . قال اللَّه تعالى : « لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ والأَذى » مع انّ آخذ الصدقة هو الذي يكون له على المعطى حق بقبوله منه ، والزكاة والصدقات أو ساخ الأموال فإذا أخذ الفقير منك فقد طهّر لك طهرة فله الفضل عليك ، أرأيت لو انّ فصّادا فصدك مجّانا واخرج

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست