responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 58


وانما فرضت الصلاة ليلة المعراج لأنّ المعراج أفضل الأوقات وأشرف الحالات ، والصلاة بعد الايمان باللَّه أفضل الطاعات ، وفي مرتبة العبودية أحسن الهيئات ، ففرض أفضل العبادات ولما اسرى به شاهد ملكوت السماء وعبادات سكانها من الملائكة ، فاستكثرها صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم غبطة ، وطلب ذلك لامته ، فجمع اللَّه له في الصلوات الخمس عبادات الملائكة كلَّها ، لأنّ منهم من هو قائم ، ومنهم من هو راكع ، ومنهم من هو ساجد ، وحامد ، ومسبّح ، إلي غير ذلك ، فاعطى اللَّه أجور عبادات أهل السماوات لأمّته إذا أقاموا الصلوات الخمس . وقيل انّ الحكمة في كونها خمس صلوات ، لأنّها كانت في الأمم السالفة متفرقة فجمعها لنبيّه وامّته مجمع الفضائل كلَّها ، فأوّل من صلَّى الفجر آدم عليه السّلام والظهر إبراهيم عليه السّلام والعصر يونس عليه السّلام والمغرب عيسى عليه السّلام ، والعشاء موسى عليه السّلام : وقيل صلَّى آدم عليه السّلام الصلاة الخمس كلَّها ، ثم تفرقت بعده بين الأنبياء ، واوّل من صلَّى الوتر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ليلة المعراج ، لذلك قال زادني ربي صلاة اى الوتر على الخمس أو صلاة الليل ، واوّل من بادر إلى السجود جبرئيل ولذلك صار رفيق الأنبياء ، واوّل من قال : سبحان اللَّه جبرئيل ، والحمد للَّه آدم ، ولا إله إلا اللَّه نوح ، واللَّه أكبر إبراهيم ، ولا حول ولا قوّة إلا باللَّه رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، ذكر هذا في كشف الكنوز وحل الرموز ، وفي بعض الشروح لمّا أراد اللَّه إفاضة الخيرات لنبيّه وتيسير الأمر لهم كي لا يملوا من العبادات لوّن لهم الطاعات ليستريحوا من نوع إلى نوع ، فجعل في اليوم خمسا وفي السنة شهرا وفي المأتين خمسة وفي العمر نورة كيلا ينفكون عن العبودية ولا يملون ، ووسع عليهم الوقت حتى لا يتأسفون بفوت أوقاتها ، وتبقي لهم صفة الاختيار ، وفرّق بين يد المرتعشة من الفلج واليد التي تحركها وترعشها أنت ، فتأمل يا أخي في هذه الدقيقة كي تبين لك نكتة الجبر والاختيار انتهى .
« ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ » اى ومن الذي رزقناهم وأعطيناهم ينفقون ، والرزق في اللغة العطاء ، والإنفاق إخراج المال يقال أنفق ماله اى أخرجه عن ملكه وصرفه ، وتقديم المفعول في الآية للاهتمام به ، والمحافظة على رؤس الآي ، والمراد بهذا الإنفاق الصرف إلى سبيل الخير فرضا كان أو نفلا ، ومن فسّره بالزكاة ذكر أفضل أنواعه أو خصّصه بها لاقترانه بما هي شقيقتها وأختها ، وهي الصلاة . والأظهر في الآية انّ المراد من النفقة

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست