responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 54


في ضميرك فمثّل الجنة عن يمينك والنار عن شمالك . وهذا التمثّل يكون تداويا لدفع الوسوسة . قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من صلَّى ركعتين صحيحتين ولم تحدّث نفسه بشيء من الدنيا غفر اللَّه ما تقدم من ذنبه . وقد قيل وردان المؤمن إذا توضأ للصلاة تباعد عنه الشيطان خوفا منه لأنّه تأهّب للدخول علي الملك ، ويضرب بينه وبين الشيطان سرادق ، فإذا قال اللَّه أكبر ، اطَّلع الملك في قلبه ، فإذا لم يكن في قلبه أكبر من اللَّه واهمّ منه يقول الملك صدقت ، اللَّه في قلبك كما تقول ، وتشعشع من قلبه نور يلحق بملكوت العرش وإذا كان في قلبه شيء أكبر واهمّ منه يقول له كذبت فيثور من قلبه دخان يلحق بعنان السماء فيكون حجابا لقلبه من الملكوت ، فيلتقم الشيطان قلبه فلا يزال ينفخ فيه وينفث ويوسوس اليه حتى ينصرف من صلاته . والقلوب الصافية تصير سماويّة فيدخل بالتكبير في السماء ، واللَّه تعالي حرّس السماويّات من تصرّف الشياطين ، والمؤمن لا زال يكون يرفع الحجاب ، ورفع الحجاب لا يحصل الَّا بعد فناء نفسه في رضي اللَّه .
قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لا يستكمل العبد الايمان حتى تكون قلة الشيء احبّ اليه من كثرته وحتى يكون ان لا يعرف ، احبّ اليه من أن يعرف . وهذا مقام يحصل بعد مجاوزة عقبات ، وطي مقامات كثيرة صعبة ، أدناها الإخلاص وإلقاء حظوظ النفس بالكلَّية ثم مكاتمة ذلك عن الخلق جملة ، فإذا حصل هذا المقام لا يبقى للنفس انيّة وصار تسليما محضا ورضى بحتا ، ولا يريد الَّا ما يريد اللَّه ، فيتخلَّص حينئذ من الكبر والرياء والحرص والعجب والمهلكات جميعا .
نردبان خلق اين ما ومنيست عاقبت زين نردبان افتادنيست حتى انّهم إذا لم تحضرهم النية لم يقدموا على العمل لأنّ النيّة انبعاث النفس وتوجّهها إلى ما ظهر ، وذلك ممّا يقدر عليه وممّا لا يقدر عليه في بعض الأحيان ، فانّ الدواعي لها أسباب مثل انّ إذا غلبت علي الإنسان شهوة النكاح كيف يتمكّن ان يكون غرضه ثواب كثرة النسل في امّة محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بل الداعي دفع الشهوة ودرك اللذّة ، فالقصد الشهوة لا السنّة ، فمن مال قلبه إلي الدنيا لم يتيسّر له القربة في غالب الأعمال حتى في الفرائض ، وغايته ان يتذكّر النّار ويحذّر نفسه عقابها ، أو نعيم الجنة ويرغب في

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست