responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 53


اليدين على الفخذين ويقول : رب اغفر لي وارحمني ، ولا يطيل هذه الجلسة في الفريضة ، اما في النافلة فلا بأس بالإطالة ويكرّر قوله رب اغفر وارحم ثم يسجد السجدة الثانية مكبّرا ثم إذا أراد النهوض إلى الركعة الثانية يجلس جلسة خفيفة للاستراحة ، وهكذا بقيّة الركعات ، وفي الصلاة سرّ المعراج وهو معراج القلوب فليذهن ويفهم ما يفعل ويقول ، فالتشهد مقرّ الوصول بعد قطع الهيئات على تدريج طبقات السماوات والدعوات والمناجاة ويدر ما يفعل وما يقول ، فبعد الشهادة يسلم على النّبى صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بأدب كامل ، ثم على عباد اللَّه الصالحين ، فإذا صلَّى وسلَّم لا يبقى عبد في السماء ولا في الأرض من عباد اللَّه الصالحين الَّا ويسلَّم عليه بالنسبة الروحيّة والخاصيّة الفطريّة ، ويدعو في آخر صلاته لنفسه وللمؤمنين وان كان المصلَّى اماما لا ينفرد بالدعاء بل يدعو لنفسه ولمن ورائه وللمؤمنين فان الامام المتيقّظ كحاجب دخل على سلطان وورائه أصحاب الحوائج يسأل لهم ويعرض على السلطان حاجاتهم ، والمؤمنون كالبنيان يشدّ بعضه بعضا ولهذا وصفهم اللَّه بقوله كانّهم بنيان مرصوص ، كلَّما اجتمعت ظواهرهم تجتمع بواطنهم ، فالبركات تسرى من البعض إلي البعض بل جميع المؤمنين المصلَّين في أقطار الأرض بالصلاة يقع بينهم تناصر وتعاضد بحسب القلوب ، بل يمدّهم اللَّه بالملائكة الكرام كما امدّ رسول اللَّه بالملائكة المسوّمين ، وهذا الإمداد يقع لهم إذا اصطفوا للجماعة كما حكى عن كعب الاخبار انّه سئل كيف تجد نعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال يولد بمكّة ويهاجر بطيّبة ليس بفحّاش ولا يكافئ بالسيئة السيئة وليكن يعفوا ، وامّته الحمّادون للَّه ويكبّرون اللَّه علي كل نجد ، يوضّئون أطرافهم ويأتزرون في أوساطهم ، يصفّون في صلاتهم كما يصفّون في قتالهم ، دويّهم في مساجدهم كدويّ النحل ، ومن أقام الصلوات الخمس في جماعة بحضور القلب فقد ملأ البرّ والبحر عبادة ، وهي سرّ الدين وتمحيص للذنوب ، لكن يجتنب المصلَّي ان يكون باطنه مرتهنا بشيء ويدخل الصلاة ، ولذا قيل من فقه الرجل ان يبدأ بقضاء حاجته قبل الصلاة ولا يدخل في الصلاة وهو مغضبا بل يكون خاشعا . قال ابن عباس ان الخشوع في الصلاة ان لا يعرف المصلَّى من علي يمينه وشماله . قال بعضهم إذا كبّرت التكبيرة الأولى ان اللَّه ناظر إلي شخصك عالم بما

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست