responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 47


اوّلها القطرة وان شبل الزنبال تقطع أوصاله النمل ولا يقدر الزنبال دفع النمل الضعيف مع قوته عن شبله ، ولا تقل انها صغيرة النهاية الصغيرة تولد في قبرك حيّة والكبيرة ثعبانا ، اما سمعت قول اللَّه تعالى : ( ووَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً ولا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) ؟
وفي كتاب انس الجليل في تاريخ القدس والخليل انّ بجانب الغربي من بيت المقدس مقبرة كانت معروفة بمقبرة ما ملا تصحيف ما من اللَّه يسمّونها اليهود بيت مملو فاتّفق يوما ان قارى قرأ هذه الآية في تلك المقبرة في ضمن تلاوته فسمع من قبر وجدنا وجدنا ، وكان ذلك القبر معروفا بقبر وجدنا وما عرف صاحب القبر .
وبالجملة فان كنت في ريب فعافاك اللَّه وان كنت من أهل اليقين فما هذه الغفلة فكما انّ الحكم في القود والقصاص يختلف في تنوين وإضافة في قولك : انا قاتل غلامك وانا قاتل غلامك كذلك بحركة أو كلمة أو فعلة تكون في الآخرة من أهل الشقاوة أو السعادة فاعمل ولا تغفل ولا تيأس .
اما سمعت قوله تعالى : « قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّه إِنَّ اللَّه يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّه هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ » فانّ هذه الآية متضمنة كثرة الرحمة من وجوه الأول - خطاب اللطف بالنسبة إلى ذاته ، فقال يا عبادي ولم يقل يا أيّها العصاة مع أن الخطاب إليهم .
الثاني - قال : لا تقنطوا ولفظ القنوط مستلزم تحريم اليأس من المغفرة مع الإسراف والتجاوز في ارتكاب المعاصي .
الثالث - انّه تعالى لم يكتف بذكر لا تقنطوا بل أكّد بقوله : انّ اللَّه يغفر الذنوب جميعا .
الرابع - وضع المظهر موضع المضمر وقال انّ اللَّه وذلك لاسناد المغفرة بصريح اسمه الذي قامت السماوات والأرض به .
الخامس - استوعب مغفرته بلفظ الجميع للتحقّق والتأكيد في وقوع المغفرة السادس - إتيان ضمير الفصل بين الاسم والخبر ليفيد معنى الحصر من رحمته

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست