responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 40


لا يجلس في ظل شجرة غريمه ، ويقول في الخبر كلّ قرض جرّ نفعا فهو ربا .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 3 ] الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ويُقِيمُونَ الصَّلاةَ ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ( 3 ) : صفة للمتّقين ، فحينئذ الجملة محلَّها الجر ، ويجوز ان يكون محلَّها النصب ، تقديره اعني الذين يؤمنون بالغيب ، ويجوز أن يكون محلَّه الرفع اي هم الذين يؤمنون بما غاب عن العباد علمه ، وخفى عن حواسهم من التوحيد والبعث والجنّة والنار وقيام القائم والرجعة وسائر الأمور التي يلزمهم الايمان بها ممّا لا يعرف بالمشاهدة ، وانّما يعرف بدلائل نصبها اللَّه عليهم . والايمان هو التصديق بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالأركان ، وقد جاء هذا المعنى بلفظ آخر ، وهو انّ الايمان قول مقول وعمل معمول وعرفان بالعقول واتباع الرّسول ، وقيل انّ المراد من الغيب في الآية القرآن ، فمن اخلّ بالاعتقاد به وحده فهو منافق ، ومن اخلّ بالإقرار والاعتقاد فهو كافر ، ومن أخل بالعمل دونهما فهو فاسق عندنا وكافر عند الخوارج وخارج عن الايمان غير داخل في الكفر عند المعتزلة : والغيب قسمان ، قسم لا طريق عليه كما قال تعالى : « وعِنْدَه مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ » وقسم نصب عليه دليل كالتوحيد والنبوّات واليوم الآخر وأمثاله وهو المراد هنا ، والباء للملابسة ، وقيل المراد بالغيب القلب لأنّه مستور ، والمعنى يؤمنون بقلوبهم حقيقة ، لا كالمنافقين الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ، فحينئذ الباء للآلة والاستعانة .
وقيل في معنى قوله « يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ » اى غائبين عن مرأى الناس متلبسين بالغيب كقوله تعالى : « يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ » .
وعن عمر بن الخطاب قال : بينا نحن عند رسول اللَّه إذا قبل رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر ما يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه أحد منا فاقبل حتى جلس بين يدي رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وركبتيه يمس ركبة رسول اللَّه ، فقال يا محمّد أخبرني عن الإسلام ، فقال النبي ان تشهد ان لا إله إلَّا اللَّه وانّ محمّدا رسول اللَّه وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا ، فقال : صدقت فتعجّبنا من سؤاله وتصديقه ، ثمّ قال فما الايمان ؟ قال : ان تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والجنّة والنار وبالقدر ، فقال :

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست