responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 349


الحياة والموت للأرض باعتبار الحسن والنضارة والبهاء والنماء ، وباعتبار اليبوسة والتناشر * ( [ وبَثَّ فِيها ] ) * أي فرّق ونشر في الأرض * ( [ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ] ) * ذي روح يدبّ على الأرض من العقلاء وغيرهم * ( [ وتَصْرِيفِ الرِّياحِ ] ) * في تقليبها في مهابّها قبولا ودبورا وشمالا وجنوبا ، وفي كيفيّتها حارّة وباردة وعاصفة ولينة ، وفي آثارها عقما ولواقحا وفي الغرض من إرسالها تارة بالرحمة وتارة بالعذاب .
قال ابن عبّاس : من أعظم جنود اللَّه الريح والماء . وسمّيت الريح ريحا لأنّها تريح النفوس ، قال وكيع : لولا الريح والذباب لأنتنت الدنيا ، قيل : ما هبّت الريح إلَّا لشفاء سقيم أو لسقم صحيح .
قال بكر بن عبّاس : لا تخرج من السحاب قطرة حتّى تعمل في السحاب هذه الرياح الأربع : فالقبول وهو المعروف بالصبا تهيّجه ، والجنوب تقدّره ، والدبور تلقحه والشمال تفرّقه . وأصول الرياح هذه الأربع : فالشمال من ناحية الشام ، والجنوب تقابلها ، والصبا من المشرق تقابلها « 1 » وكلّ ريح جاءت بين مهبّ ريحين فهي نكباء لأنّها نكبت وعدلت عن مهابّ هذه الأربع .
وقيل : الرياح ثمان : أربع رحمة وأربع عذاب فالرحمة : الناشرات وهي الرياح الطيّبة ، والمبشّرات وهي الرياح الَّتي تبشر بالغيث ، واللواقح وهي الَّتي تلقح الأشجار في أوّل الربيع ، والذاريات وهي التي تذروا التراب وغيره وأمّا العذاب :
الصرصر والعقيم وهما في البرّ ، والعاصف والقاصف وهما في البحر ، والعقيم : هي الَّتي لم تلقح سحابا ولا شجرا ، والعاصف : الشديدة الهجوم الَّتي تقلع الأشجار والخيام .
* ( [ والسَّحابِ الْمُسَخَّرِ ] ) * عطف على « تصريف » : أي الغيم المنقاد المذلَّل الجاري على ما أجراه اللَّه عليه وسمّي سحاب سحابا لأنّه ينسحب في الجوّ أي يسير من سرعة كانّه يسحب ذيله ويجرّ * ( [ بَيْنَ السَّماءِ والأَرْضِ ] ) * صفة للسحاب ، والسحاب اسم جنس ويوصف بالجمع باعتبار معناه بقوله : « سَحاباً ثِقالًا » والمراد من معنى بين السماء والأرض أي لا ينزل إلى الأرض ولا يصعد إلى السماء وهو بينهما مع أنّه لو كان خفيفا لطيفا كان ينبغي أن يصعد ولو كان كثيفا ثقيلا يقتضي أن ينزل ومن طبعه يقتضي أحد هذين .


( 1 ) كذا في الأصل .

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست