النفس ، وذلك الاختبار لا لنعلم شيئا لم نكن عالمين به ، بل ليترتّب الجزاء على المطيع والعاصي لأنّ ترتّب الثواب والجزاء لا يصحّ إلَّا بعد وقوع الفعل من المكلَّف ولا يصحّ أن يترتّب بمجرّد العلم * ( [ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ] ) * أي بقليل من خوف الأعداء وأمور أخر ، وإنّما قلَّله لأنّ ما وقاهم منه أكثر بالنسبة إلى ما أصابهم ، وما أعطاهم أكثر من ما منعهم * ( [ والْجُوعِ ] ) * أي من القحط والمجاعة ، وإنّما أخبرهم به قبل وقوعه ليوطَّنوا عليه نفوسهم ويسهل عليهم الصبر .
* ( [ ونَقْصٍ مِنَ الأَمْوالِ ] ) * بهلاك المواشي وذهاب بعض الأموال * ( [ والأَنْفُسِ ] ) * بالموت والقتل في الجهاد وغيره * ( [ والثَّمَراتِ ] ) * : بذهاب حمل الأشجار وارتفاع البركات وموت الأولاد لأنّها ثمرات أيضا وقيل : الخوف خوف اللَّه والجوع صوم رمضان ، والنقص من الأموال الصدقات والزكاة ، ومن الأنفس الأمراض ، ومن الثمرات الأولاد ، والصحيح أنّه يعمّ الجميع * ( [ وبَشِّرِ ] ) * يا محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله * ( [ الصَّابِرِينَ ] ) * على البلايا .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 156 ] الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ ( 156 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 156 ] الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ ( 156 ) * ( [ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ] ) * وهي ما يصيب الإنسان من مكروه ، قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله : كلّ شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة ، وأصله من أصاب السهم المرمى * ( [ قالُوا إِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ ] ) * أي نحن إلى حكمه نصير ، وهذا الكلام إقرار بالبعث والنشور .قال أمير المؤمنين عليه السّلام : إنّ قولنا « إِنَّا لِلَّه » إقرار على أنفسنا بالملك وقولنا : « وإِنَّا إِلَيْه راجِعُونَ » إقرار على أنفسنا بالهلك ، قال صلَّى اللَّه عليه وآله : من أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها ، كتب اللَّه له من الأجر مثل يوم أصيب .
قال الصادق عليه السّلام : من كان فيه أربع كتبه من أهل الجنّة : من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلَّا اللَّه ، ومن إذا أنعم اللَّه عليه النعمة قال : الحمد للَّه ، ومن إذا أصاب ذنبا قال :
أستغفر اللَّه ، ومن إذا أصابته مصيبة قال : إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 157 ] أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ورَحْمَةٌ وأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ( 157 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 157 ] أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ورَحْمَةٌ وأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ( 157 ) * ( [ أُولئِكَ ] ) * إشارة إلى الَّذين وصفهم من الصابرين * ( [ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ] ) * أي