في صحبة العبد ، كقوله : « وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ » واللَّه تعالى منزّه عن النسيان .
* ( [ واشْكُرُوا لِي ] ) * على ما أنعمت عليكم من النعم فأمر سبحانه بتخصيص شكرهم له وأن لا يشكروا غيره ويعرفوا أنّ النعمة منه تعالى والمراد : اذكروني بالقول واشكروا لي بالعمل * ( [ ولا تَكْفُرُونِ ] ) * بإنكار النعم وعصيان الأمر وفي الآية إشعار على أنّ ترك الشكر كفران .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 153 ] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ ( 153 ) * ( [ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ ] ) * من الناس من حمل الصبر على الصوم ومنهم من حمله على الجهاد ومنهم من حمله على الصبر عن المعاصي واللذائذ وحظوظ النفس * ( [ والصَّلاةِ ] ) * الَّتي هي امّ العبادات ومعراج المؤمنين ، روي أنّه صلَّى اللَّه عليه وآله إذا وقع له شديدة فزع واستعان بالصلاة . وقدّم سبحانه في الآية الترك على الفعل لأنّ التخلية قبل التحلية ولهذا قدّم النفي على الإثبات في كلمة التوحيد . وذكر الصلاة لأنّ الأمر بها مطلق لكلّ أفراد المكلَّفين وأمّا غيرها فمختصّ بأصحاب دون أصحاب مثل الزكاة فمختصّة بأصحاب النصاب ومثل الحجّ فبأصحاب الاستطاعة .
* ( [ إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ ] ) * ومعنى المعيّة : الولاية الدائمة ، وإنّما قال : « مَعَ الصَّابِرِينَ » ولم يقل : مع المصلَّين لأنّ الصلاة لا تنفكّ عن الصبر ، فإذا كان مع الصابرين لا جرم كان مع المصلَّين .
والصبر مبدؤ كلّ فضل فإنّ أوّل التوبة الصبر عن المعاصي وأوّل الزهد ، الصبر عن المباهات .
ولهذا قال صلَّى اللَّه عليه وآله : الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد .
وقال صلَّى اللَّه عليه وآله : الصبر خير كلَّه ، فمن تحلَّى بحلية الصبر سهل عليه ملابسة الطاعات والاجتناب عن المنكرات ، وكذلك الصلاة ، قال اللَّه : « إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ والْمُنْكَرِ » .
وفي الحديث : إذا كان يوم القيامة وجمع اللَّه الخلائق نادى مناد : أين أهل الفضل ؟ فيقوم ناس وهم يسرعون ويسيرون إلى الجنّة فتلقاهم الملائكة فيقولون : إنّا