responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 321


بشيء من ذلك * ( [ فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ ] ) * أي مستقرّون في خلاف عظيم ، بعيد عن الحقّ ، فقوله : « فِي شِقاقٍ » خبر لقوله : « هم » وجعل الشقاق لهم وهم مظروفون له مبالغة في الإخبار باستيلائه عليهم ، فكان كلّ واحد من الفريقين في شقّ غير شقّ صاحبه .
ثمّ عقّب سبحانه بتسلية الرسول وضمان التأييد بقوله * ( [ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّه ] ) * أمر اليهود والنصارى ، ويدفع شرّهم عنك وينصرك عليهم ، وقد أنجز اللَّه وعده له بالقتل والجزية والذلَّة في نصارى نجران * ( [ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ] ) * يسمع ما تدعو به ويعلم ما في قلبك .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 138 ] صِبْغَةَ اللَّه ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّه صِبْغَةً ونَحْنُ لَه عابِدُونَ ( 138 ) « الصبغة » من الصبغ ، كالجلسة من الجلوس وهي الحالة الَّتي تقطع عليها الصبغ .
عبّر بها عن الإيمان ومستعارة لفطرة اللَّه التي فطر الناس عليها وتقدير الكلام : صبغنا اللَّه صبغة وفطرنا وخلقنا على استعداد الإيمان ، أو ألزموا صبغة اللَّه وتطهير اللَّه ، لا صبغتكم وتطهيركم . وعبّر عن لفظ الإيمان والفطرة بلفظ الصبغة لوقوعه في صحبة صبغة النصارى إذ كانوا يصبغون أولادهم في سابع الولادة مكان الختان للمسلمين ، بغمسهم في الماء الأصفر الَّذي يسمّونه المعموديّة ، وهي اسم ماء غسل به عيسى فمزّجوه بماء آخر وكلَّما يستعملوا منه جعلوا مكانه ماء آخر وهو علامة تنصّرهم ولا يتحقّق التنصّر إلَّا بهذا الفعل .
* ( [ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّه صِبْغَةً ] ) * والاستفهام بمعنى الجحد ، و « مَنْ أَحْسَنُ » مبتدأ وخبر ، والتقدير : ومن صبغته أحسن من صبغة اللَّه ؟ وأيّ شخص تكون صبغته أحسن من صبغة اللَّه ؟ فإنّه يصبغ ويميّز عباده بالإيمان ويطهّرهم به * ( [ ونَحْنُ لَه ] ) * أي للَّه ، أولانا تلك النعمة * ( [ عابِدُونَ ] ) * وتقدّم الظرف للاهتمام ورعاية الفواصل وهو عطف على آمنّا ، فإذا كان حرفة العبد العبادة فقد زيّن نفسه بصبغ حسن .
قال بعض العلماء : لا يكمل التعبّد لأحد حتّى لا يجزع من أربعة : من الجوع والعرى والفقر والذّل ، وللعبد أوقات ، فإذا كان في الطاعة فعليه بتخليصها ، وإذا كان في النعمة فعليه بشكرها وإذا كان في البليّة فعليه بالصبر عليها والرضى ، وإذا كان في المعصية

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 321
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست