احبّ الآفلين ، ثمّ رأى الشمس والقمر ، فقال فيهما كما قال في حقّ الكواكب .
واختلف في هذا البيان فبعض أجراه على الظاهر وقالوا : كان إبراهيم عليه السّلام في ذلك الوقت مسترشدا ، طالبا لمعرفة التوحيد وكان ذلك الأمر في حال طفوليّته قبل أن يجري عليه القلم ، فلم يكن كفرا ولم يضرّه ذلك في الاستدلال .
وأنكر الآخرون هذا القول وقالوا : كيف يتصوّر من مثله أن يرى كوكبا ويقول : هذا ربّي معتقدا ؟ وإنّما قال ذلك في مقام الاحتجاج على الخصم ، ولإثبات التوحيد وإلزام الطرف وكان مستسلما لربّه الكريم وعلى الصراط المستقيم .
في كتاب السماء والعالم ، في النجوم ، بإسناده عن الكلينيّ - ره - في كتاب تعبير الرؤيا ، عن محمّد بن منام ، قال : قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام : قوم يقولون : النجوم أصحّ من الرؤيا ، وذلك كان صحيحا حتّى لم يردّ الشمس على يوشع بن نون وعليّ بن أبي طالب عليهما السّلام فلمّا ردّ اللَّه الشمس عليهما ، ضلّ فيها علماء النجوم .
في الكافي ، عن هشام الخفّاف ، قال : قال الصادق عليه السّلام : يا هشام ، كيف نظرك بالنجوم ؟ قلت : ليس بالعراق أحد أبصر منّي في النجوم ، فقال عليه السّلام : كيف دوران الفلك عندكم ؟ قال هشام : فأخذت قلنسوتي من رأسي فأدرتها ، فقال عليه السّلام : إن كان كذلك ، فما بال بنات النعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة ؟ .
ثمّ قال عليه السّلام : يتقابلان ملكان للحرب وحاسبان لهما ، فيحسب هذا لصاحبه بالظفر ، ثمّ يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر ، أو يجيء ملك آخر ، فيهزمهما ، فأين كانت النجوم ؟
ثمّ قال عليه السّلام : إنّ أصل الحساب في النجوم حقّ ولكن لا يعلم ذلك إلَّا من علم مواليد الخلق كلَّهم .
قال المجلسيّ : وبالجملة من أدلّ الدلائل على بطلان قول المنجّمين أنّا قد علمنا أنّ من جملة معجزات الأنبياء الإخبار عن الغيوب وعدّ ذلك خارقا للعادات ، كإحياء الميّت وإبراء الأكمه والأبرص ولو كان العلم بما يحدث طريقا نجوميّا ، لم