responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 31


على التعظيم والحرمة أمن من هذه الأشياء السبعة . وفي الروضة من خطبة لعلىّ بن الحسين عليه السّلام : وأشعروا قلوبكم خوف اللَّه وتذكّروا ما وعدكم اللَّه في مرجعكم اليه من حسن ثوابه كما قد خوّفكم من شديد العقاب ، فإنّه من خاف شيئا حذّره ومن حذر شيئا تركه ، ولا تكونوا من الغافلين . قال الصادق عليه السّلام : من عرف اللَّه خاف اللَّه ، ومن خاف اللَّه سخط نفسه عن الدنيا ، وان حبّ الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الهارب والمؤمن بين مخافتين ذنب قد مضى وعمر قد بقي لا يدرى ما يكتسب فيه من المهالك فهو لا يصبح إلا خائفا ولا يصلحه إلا الخوف ولا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ، حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو .
روى الصدوق من ليث بن أبي سليم قال : سمعت رجلا من الأنصار يقول : بينما رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم مستظل بظل شجرة في يوم شديد الحر إذ جاء رجل فنزع ثيابه ثمّ جعل يتمرّغ في الرّمضاء يقلَّب ظهره مرّة وبطنه مرّة وجبهته مرّة ويقول يا نفس ذوقي فما عند اللَّه أعظم ممّا صنعت بك ورسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ينظر اليه ما يصنع ثمّ انّ الرجل لبس ثيابه ثمّ اقبل فأومى اليه النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بيده ودعاه فقال له : يا عبد اللَّه ما حملك على ما صنعت قال :
مخافة اللَّه فقال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : لقد خفت ربّك حق مخافته ، فانّ ربّك يباهى بك أهل السماء ثم قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لأصحابه يا معشر من حضر ادنوا من صاحبكم حتّى يدعو لكم فدنوا منه ، فدعا لهم فقال : اللهمّ اجمع أمرنا على الهدى واجعل التقوى زادنا والجنّة مآبنا .
أقول وقلَّة الخوف ناشية من ضعف الايمان وشدة الغفلة ، امّا ضعف الايمان لأنّك ما استكملته باليقين وإيمانك ظنيّا تخمينيا ومن لم يعقل عن اللَّه لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة ، والعلاج ملازمة الفكر في أهوال القيامة والتدبّر في سيرة الأنبياء والكمّلين فإنّهم مع عصمتهم وجلالة شأنهم كيف يخافون اللَّه ويأخذهم الغشوة من الخوف ويتململون تململ السليم ؟
وأما الغفلة فتزول بالتذكير ومجالسة الأخيار ومشاهدة أحوالهم فان فاتت المشاهدة فالسماع لا يخلو من تأثير . قال السجاد عليه السّلام سبحانك عجبا لمن عرفك كيف لا يخافك ؟

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست