* ( [ وإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ ] ) * المراد من الآية دعاء إبراهيم عليه السّلام للمؤمنين من سكّان مكّة بالأمن والسعة : * ( [ رَبِّ اجْعَلْ هذا ] ) * المكان وهو الحرم * ( [ بَلَداً ] ) * ذا أمن يأمن أهله من المخاوف والزلازل والخسف والجنون ونحو ذلك من المثلات الَّتي تحلّ بالبلاد ، و « آمن » من باب النسب ، مثل لابن وتامر ، وهذا الدعاء كان في أوّل ما قدم إبراهيم عليه السّلام مكّة لمّا قالت له هاجر : إلى من تكلنا في هذا البلقع ؟
* ( [ آمِناً ] ) * مأمونا ، قال ابن عبّاس : يريد محرّما ، لا يصاد طيره ولا يقطع شجره ولا يؤذى جاره ، وإلى هذا المعنى يؤول ما روي عن الصادق عليه السّلام ، من قوله : من دخل المسجد مستجيرا باللَّه فهو آمن من سخط اللَّه ، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من أن يهاج عليه حتّى يخرج من الحرم .
قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يوم فتح مكّة : إنّ اللَّه حرّم مكّة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام إلى أن تقوم الساعة ، لم تحلّ لأحد قبلي ولا تحلّ لأحد بعدي ولم تحلّ لي إلَّا ساعة من النهار .
وهذه الرواية وأمثالها يدلّ على أنّ الحرم كان آمنا قبل دعوة إبراهيم عليه السّلام وقد تأكّدت حرمته بدعائه .
وقيل : إنّما صار حرما بدعائه وكان قبل ذلك كسائر البلاد واستدلّ بصحّة هذا القول الثاني بأنّ النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : إنّ إبراهيم عليه السّلام حرّم مكّة وإنّي حرّمت المدينة .
وقيل : كانت مكّة حراما قبل الدعوة بوجه غير الوجه الَّذي صارت به حراما بعد الدعوة ، فالأوّل بمنع اللَّه إيّاها من الخسف والائتفاك ، كما لحق ذلك غيرها من البلاد . وبما جعل في النفوس لها من الهيبة والعظمة . والثاني بالأمر بتعظيمه على ألسنة الرسل وبالمناسك وآداب الحجّ ، فأجابه اللَّه إلى ما سأل .
وقيل : إنّه سأل الأمرين على أن يديمها وإن كان أحدهما مستأنفا والآخر قد كان .
* ( [ وارْزُقْ أَهْلَه مِنَ الثَّمَراتِ ] ) * والمأكولات ممّا يخرج من الأرض ، فاستجاب له في