يطلق على الآباء والأبناء من الذكور والإناث ومنه قوله تعالى : أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ ، أراد آبائهم وتطلق الذريّة أيضا على الواحد ، كقوله تعالى : رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً : يعنى ولدا صالحا « قالَ » اللَّه « لا يَنالُ » ولا يصيب « عَهْدِي الظَّالِمِينَ » : اى ان أولادك منهم مسلمون ومنهم كافرون ، فلا يصل الإمامة والنبوّة للظالم ، لأنّ الامام انّما هو يمنع الظلم ، فمن استرعى الذئب للغنم ظلم وفي الآية دليل على انّ الفاسق لا يصلح للإمامة ، بل لا يقدّم للصلاة أيضا وقالت الأشاعرة : أريد بالظالم ، الكافر .
أقول : وفي تعبير الظالم بخصوص الكافر ، تعنّت وتعسّف ، لأنّ كون الكافر ظالما لا يخرج الظالم عن إطلاقه فلا ينالهما فمن اين تعيّن التخصيص وفي الآية أيضا دليل علي عصمة الأنبياء من المعاصي قبل البعثة وبعد البعثة ، لأنّه يصدّق عليه انّه كان ظالما ولو وقتاما قال الطبرسي : فان قيل انّما نفى ان يناله ظالم في حالة ظلمه ، فإذا تاب لا يسمّى ظالما فيصحّ ان يناله ، فالجواب انّ الظالم وان تاب فلا يخرج من أن تكون الآية قد تناولته في حال كونه ظالما فإذا نفى سبحانه ان يناله فقد حكم عليه بانّه لا يناله ، لأنّ الآية مطلقة غير مقيّدة بوقت دون وقت ، فيجب أن تكون محمولة على الأوقات كلَّها ، فلا ينالها الظالم وان تاب فيما بعد انتهى .
في كتاب السماء والعالم ، بعض الحديث : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : قال عيسى ابن مريم في الإنجيل : يا معشر الحواريين ، خلق اللَّه الليل لثلاث أمور وخلق النهار لسبع خصال ، فمن مضى عليه الليل والنّهار وهو في غير هذه الخصال ، خاصماه يوم القيامة خلق اللَّه الليل لتسكن فيه العروق الفاترة التي أتعبتها في نهارك وتستغفر لذنبك الذي كسبتها بالنهار ثمّ لا تعود فيه وتقنت فيه قنوت الصابرين ، فثلث تنام وثلث تقوم بالعبادة وثلث تضرّع إلى ربّك وهذا ما خلق له الليل . وامّا النّهار لتؤدى الصلاة المفروضة التي عنها تسئل وان تبرّ بوالديك وان تضرب في الأرض تبتغى لمعيشة يومك وان تعودوا فيه وليّا للَّه وان تشيعوا جنازة كيما تنقلبوا مغفورا لكم وان تأمروا بمعروف وان تنهوا عن منكر فهو ذروة الايمان وقوام الدين وان تجاهدوا في سبيل اللَّه .