الحج وقيل ابتلاه اللَّه بالكوكب والقمر والشمس والختان وبذبح الولد وبالنار وبالهجرة فكلَّهنّ وفّاهن والآية يحتمله الجميع .
قال الشيخ أبو جعفر : يشمل الكلمات المقام اليقين الَّذى اتى به وذلك قوله :
وليكون من الموقنين والمعرفة بالتنزيه عن التشبيه حين نظر إلى الكوكب والقمر والشمس وذلك قوله : فلمّا افل قال : انّى لا احبّ الآفلين ، ومنها الشجاعة بدلالة قوله : فجعلهم جذاذا الَّا كبيرا منهم ، ومقاومته أعداء اللَّه فريدا بنفسه ، ومنها الحلم وذلك قوله : انّ إبراهيم لحليم اوّاه منيب ، ومنها السخاء ويدلّ عليه قوله : هل أتيك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، ثمّ العزلة عن العشيرة وقد تضمّنه قوله : واعتزلكم وما تدعون من دون اللَّه ، ثمّ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وبيان ذلك في قوله :
يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ، ثمّ التوكّل وبيان ذلك في قوله : الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ، ثمّ المحنة حين جعل في المنجنيق وقذف به إلى النار ، ثمّ الصبر على سوء خلق سارة ، ثمّ الزلفة ، في قوله : ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا ولا نَصْرانِيًّا ، ثمّ الجمع لشروط الطاعات ، في قوله : انّ صلاتي ونسكي إلى قوله وانا اوّل المسلمين ، ثمّ استجابة دعوته ، حين قال : ربّ أرني كيف تحيى الموتى ، ثمّ اصطفاؤه في قوله : ولَقَدِ اصْطَفَيْناه فِي الدُّنْيا وإِنَّه فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ، ثمّ اقتداء من بعده من الأنبياء به في قوله : ووَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيه ويَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّه اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ الآية ، انتهى كلام الشيخ .
فاتّبع سنة من قد خلق اللَّه نوره قبل الظهور في عالم البشريّة بدهور ودع قياسات الفكريّة والاستحسانات العقليّة ، فتكون تحرف النواميس بعقلك القاصر ، فانّ صاحب الناموس اعرف منك ولا تكن كبعض السفهاء الذين يدّعون العقل في زماننا ، فانّهم قاسوا بعقولهم انّ قسمة الأنثى إذا كان بالعكس ، كان أقرب بالعدل ، لأنّ النساء أضعف في الاكتساب وليس لهنّ تدبير وعقل كما في الرجال وهذا الكلام مع قطع النظر عن مخالفة الشريعة ، مخالف للعقل ، لأنّ الرجل أفقر للمال منهنّ بسبب القيام بامورهنّ ، ثمّ انّ لهنّ من يقوم بامورهنّ