السبب المقتضى لاتّخاذ الولد ، الاحتياج إلى من يعينه في حياته - ويقوم مقامه بعد مماته ولا بدّ أن يكون الولد من جنس والده ، فكيف يكون له ولد وهو لا يشبهه شيء ومنزّه عن التركيب والاحتياج وهو تعالى خالق السماوات والأرض وما فيهما جميعا الذي يدخل فيه الملائكة وعزير والمسيح ، وكان المستفاد من الدليل ، امتناع أن يكون شيء ما ، ممّا في السماوات والأرض ولدا ، سواء كان ذلك ممّا زعموا أم غيره .
« كُلٌّ » أي كلّ ما فيهما من أولى العلم وغيرهم ، في الخصال بحذف « 1 » الأسانيد ، عن الصادق عليه السّلام قال : إن للَّه اثنى عشر ألف عالم ، كلّ عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين ، ما يرى عالم منهم ان للَّه عالما غيرهم وانّى الحجّة عليهم . في كتاب التوحيد والخصال ، عن جابر بن يزيد قال : سئلت أبا جعفر الباقر ، عن قول اللَّه :
افعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد ، فقال عليه السّلام : يا جابر تأويل ذلك انّ اللَّه إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وسكن أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار جدّد اللَّه عالما غير هذا العالم وجدّد خلقا من غير فحولة ولا إناث ، يعبدونه ويوحّدونه ويخلق لهم أرضا غير هذه الأرض تحملهم وسماء غير هذه السماء تظلَّهم ، لعلَّك ترى انّ اللَّه انّما خلق هذا العالم الواحد ، أو ترى انّ اللَّه لم يخلق بشرا غيركم ، بلى واللَّه لقد خلق اللَّه ألف ألف عالم وألف ألف آدم وأنت في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميّين . وفي حديث آخر عنه عليه السّلام : لعلَّكم ترون انّه إذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنّة إلى الجنة وأهل النار إلى النار ، لا يعبد بعده اللَّه بلى ليخلقنّ اللَّه ( الحديث ) .
« لَه » تعالى « قانِتُونَ » : اى منقادون وعبرّ سبحانه ، اوّلا عن جميع الموجودات بقوله * ( ( كُلٌّ ) ) * ثمّ عبّر ثانيا بما يختصّ بالعقلاء بقوله * ( ( قانِتُونَ ) ) * اشعارا بانّ العالي والداني سواء في هذا الحكم - والسبب في هذه النسبة وهي نسبة الولد إلى اللَّه :
انّ أرباب الشرائع المتقدّمة كانوا يطلقون على أرباب الأنواع اسم الأب وعلى الكبير منهم اسم الإله ، حتّى قالوا انّ الأب ، هو الربّ الأصغر ، وانّ اللَّه هو الربّ الأكبر ، وكانوا يريدون من هذا الإطلاق والمعنى : انّه تعالى هو السبب الأوّل في وجود الإنسان وإنّ الأب هو السبب الآخر في وجوده ، فانّ الأب هو مخدوم الابن وكأنّه موجده