responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 288


تتوجّه به راحلته .
عن سعيد بن جبير ، قال : انما نزلت الآية في الرجل يصلى إلى حيث توجهت به راحلته في السفر في التطوّع ، وكان صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إذا رجع من مكة صلَّى على راحلته تطوّعا يومئ برأسه نحو المدينة ، فيكون معنى الآية على هذا القول : فأينما تولَّوا وجوهكم لنوافلكم في اسفاركم فثم وجه اللَّه وصادفتم المطلوب ، انّ اللَّه واسع الفضل غنىّ ، فمن سعة غناه وفضله رخّص لكم في ذلك ، لأنّه لو كلَّفكم استقبال القبلة في مثل هذه الحالة لزم احدى الضررين ، امّا ترك النوافل وامّا النزول عن الراحلة والتخلَّف عن الرفقة ، بخلاف الفرائض ، فانّها صلوات مفروضة ، محصورة ، معيّنة والكل مكلَّفون بالأداء ، فلا يلزم منه التخلَّف عن الرفقة والى الحرج . والمراد من قوله « فَثَمَّ وَجْه اللَّه » الحضور العلمي منه سبحانه ، فيكون الوجه مجازا من قبيل اطلاق اسم الجزء على الكلّ ، إذ ليس سبحانه جوهرا ولا عرضا حتّى يكون في جانب وهذا معنى الحديث : لو أنكم وليتم بجبل إلى الأرض السفلى ، لهبط على اللَّه .
اى لهبط على علم اللَّه واللَّه منزّه عن الحلول في الأماكن ، لأنّه كان قبل ان يحدث الأماكن « عليم » بمصالحهم وأعمالهم .
قيل : انّ امام الحرمين انّه نزل ببعض الأكابر ضيفا فاجتمع عنده العلماء ، فقام واحد من أهل المجلس ، فقال : ما الدليل على تنزّهه عن المكان وهو قال :
الرحمن على العرش استوى ، فقال الغزالي ، الدليل عليه قول يونس عليه السّلام في بطن الحوت « لا إِله إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ » فتعجب الحاضرون من العلماء في جوابه ، فالتمس صاحب الضيافة بيانه ، فقال الغزالي : هاهنا فقير مديون بألف درهم ، أدّ عنه حتّى أبيّنه ، فقبل صاحب الضيافة دينه ، فقال : انّ يونس لما ابتلى بالظلمات في قعر البحر ببطن الحوت ، قال : لا اله الَّا أنت وقال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ليلة الأسرى :
لا احصى ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، فكلّ منهما خاطبه بقوله أنت وهو خطاب الحضور ، فلو كان في مكان لما كان ذلك بصحيح ، فدل ذلك على انّ اللَّه تعالى ليس في مكان لأنهما في السير - انتهى -

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست