آثارَهُمْ ) نزلت في حقّهم .
روى عقبة بن عامر الجهني عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال : إذا تطهّر الرجل ، ثمّ مرّ إلى المسجد يراعى الصلاة ، كتب له كاتبة أو كاتباه بكلّ خطوة يخطوها إلى المسجد ، عشر حسنات والقاعد الَّذى يرعى الصلاة ، كالقانت ويكتب من المصلَّين من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع . فعليك بالطهارتين ظاهرة وباطنة ، فالباطنة طهارة القلب عن كل شيء سواه وتخلية النفس عن القذرات المعنوية كالحسد والكبر وأمثالها وطهارة الظاهرة عن الأحداث والقذارات ، فاستقم كما أمرت .
قال النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : من بنى للَّه مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى اللَّه له بيتا في الجنة [ سورة البقرة ( 2 ) : آية 115 ] ولِلَّه الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه إِنَّ اللَّه واسِعٌ عَلِيمٌ ( 115 ) النزول ، لمّا حوّلت القبلة عن بيت المقدس ، أنكر اليهود ذلك ، فنزلت الآية ردا عليهم ، « ولِلَّه الْمَشْرِقُ والْمَغْرِبُ » : بين سبحانه انّ المشرق والمغرب للَّه وجميع الجهات والأطراف له « فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْه اللَّه » فأينما أمركم باستقباله فهو قبلة ، فكما انّ بيت المقدّس ، قبلة ، كذلك جعل الكعبة ، قبلة ، فلا تنكروا ذلك ، يدبر عباده بما يريد .
في كتاب التوحيد ، عن السماء والعالم ، قال الرضا عليه السّلام : المشيّة من صفات الأفعال ، فمن زعم انّ اللَّه لم يزل مريدا شائيا ، فليس بموحّد ، قال المجلسي : لعل الشرك باعتبار انّه إذا كانت الإرادة والمشيّة ازليّتين بكونهما دائما معه سبحانه ، يوجب قديمين آخرين . وعن عاصم بن حميد : قال سألت الصادق عليه السّلام : لم يزل اللَّه مريدا فقال عليه السّلام : انّ المريد لا يكون الَّا المراد معه ، بل لم يزل عالما قادرا ، ثمّ أراد .
قال بعض مثل قتادة وابن زيد : انّ اللَّه نسخ بيت المقدس بالتخيير إلى اىّ جهة شاء بهذه الآية ، فكان للمسلمين ان يتوجهوا إلى حيث شاؤوا في الصلاة ، الَّا انّ النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كان يختار التوجّه إلى بيت المقدس مع انّه كان له ان يتوجّه حيث شاء ، ثم انّه نسخ ذلك بتعيين الكعبة وقيل انّ الآية نزلت في النوافل للمسافر ، حيث