تعالى : انما يعمر مساجد اللَّه من آمن باللَّه ، فجعل حضور المساجد عمارة لها .
قال أمير المؤمنين عليه السّلام : ستّ من المروّة ، ثلاث في الحضر وثلاث في السفر ، فامّا اللاتي في الحضر : فتلاوة كتاب اللَّه وعمارة مساجد اللَّه واتخاذ الاخوان في اللَّه - وامّا اللاتي في السفر ، فبذل الزاد وحسن الخلق والمزاح في غير معصية اللَّه وعدّ من علامات الساعة : تطويل المنارات وتنقيش المساجد - وتخريبها تخليتها عن ذكر اللَّه فتعطيل المساجد عن التلاوة وعن الصلاة وعن اظهار شعائر الإسلام أقبح سيئة .
وفي الحديث : من زار بيت المقدس محتسبا ، أعطاه اللَّه ثواب ألف شهيد وحرّم اللَّه جسده على النار ، ومن زار عالما فكانّما زار بيت المقدّس - كذا في مشكاة الأنوار - .
وبالجملة : فظاهر قوله * ( ( ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّه أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه وسَعى فِي خَرابِها ) ) * يقتضي ان يكون الساعي في تخريب المساجد وتعطيلها بسبب من الأسباب عن العبادة ، أسوأ حالا من كلّ فاسق وهو في أعظم درجات الفسق ، كما انّ الساعي في عمارته بالعبادة في أعظم درجات الايمان لقوله : انّما يعمر مساجد اللَّه من آمن باللَّه واليوم الآخر لأنّ كلمة « انّما » للحصر فالويل كلّ الويل لمن أغلق أبواب المساجد بتعطيلها عن العبادة وفتح أبواب بيوت الخمر .
وفي الحديث عن أبي هريرة ، قال النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : أحب البلاد إلى اللَّه ، المساجد وأبغضها اليه أسواقها والسرّ العقلي في الحديث انّ المسجد مكان لذكر اللَّه ، حتى إذا دخله الغافل اشتغل بالذكر والسوق على الضدّ من ذلك ، لأنّه موضع البيع والشراء والإقبال على الدنيا وذلك ممّا يورث الغفلة عن اللَّه ، حتّى انّ الذاكر إذا دخله فانّه يصير غافلا في الغالب .
وفي الحديث : من يطهّر في بيته ، ثمّ مشى إلى بيت من بيوت اللَّه ليقضى فريضة من فرائض اللَّه ، كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة - رواه مسلم - وعن أبي سعيد الخدري : انّ هذه الآية ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى ونَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ