وانّه سيذلّ المشركون لهم ، حتى لا يدخلوها الَّا بطريق الخوف فيعاقب أو يقتل ، ان لم يسلم وقد أنجز اللَّه وعده وما كان يجتري أحد من المشركين ان يحجّ وامر النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم بإخراج اليهود من جزيرة العرب وقد وقع عليهم من الصغار والذلّ بالجزية كما قال سبحانه : ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد اللَّه شاهدين على أنفسهم بالكفر .
وقال قتادة والسدّى : قوله « إِلَّا خائِفِينَ » بمعنى انّ النصارى لا يدخلون بيت المقدس إلَّا خائفين ولا يوجد فيه نصراني الَّا أوجع ضربا وهذا القول مردود ، لأنّ بيت المقدس غزاه طنطيوس الرومي وصارفي أيدي النصارى أكثر من مائة سنة ، حتى استخلصه الملك الناصر صلاح الدين يوسف من آل ايّوب شاه الدوينى وقصّته مشهورة وقد وقع بيد المسلمين ثانيا وكان فتح الملك الناصر سنة خمسمائة وخمس وثمانين بعد الهجرة إلى يومنا هذا وعلى ما اشتهرت انّه عاد إليهم ثالثة أو كاد وذلك بشؤم العجوز الملعونة وهي الدنيا ، فاحتالت بأنواع الدهى والمكر ، فاشترت يوسف الصديق بدراهم مموّهة واستعبدها ، فالويل لمن باع الحرّ باسم الحرية ولم يعرف معناها واخسف القمر باطماع البدرة وكان من باعه من تلامذة ابن المقنع بل أستاذه وابن المقنع صاحب البدر المعروف بالتخشب . وهذا الأستاد صاحب بدرة الذهب ، فيا لها من صفقة ما اخسرها واضرّها على الإسلام اللهم انّى أبرئ ممّن باع واشترى وخدع وافترى ، فاقسمك بكتابك المنزل - وفيه اسمك الأكبر وأسماؤك الحسنى - ان يؤيّد دين نبيك وتعزّ الإسلام وأهله ومحلَّه وظهر بيتك للطائف والعاكف واجعل لي هذه البراءة وسيلة إليك لغفران ذنوبي واجعلها حجة لي يوم ألقاك - انتهى - قال بعض العلماء : تعطيل المسجد عن العبادة والذكر ، تخريب له ، لأنّ المقصود من بنائه ، هو الذكر والعبادة فيه ، فمادام لم يترتّب عليه هذا المقصود ، صار كانّه هدم وخرب .
قال النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : إذا رأيتم الرّجل يعتاد المساجد ، فاشهد واله بالإيمان لقوله