الثلاثة الَّتى لا ينقطع أجرها : الأوّل - ما يتولَّد من مال الإنسان ، كبناء المساجد والقناطر في طرق المسلمين للتسهيل عليهم والرباط والأوقاف وأمثالها . والثاني - ما يتولَّد من عقله وعلمه المنتفع به في الدين ، من استنباط حكم شرعىّ وتأليف وتصنيف كتب الحديث وما يحتاج اليه في أمور الدين . والثالث - ما يتولَّد من النفس ، كالبنين والبنات ، بشرط الصلاح والتقوى ، لأنّ الأجر لا يحصل من غيره . ولا يمكن هذا الأمر .
[ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 111 إلى 112 ] وقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ( 111 ) بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَه لِلَّه وهُوَ مُحْسِنٌ فَلَه أَجْرُه عِنْدَ رَبِّه ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ( 112 ) « وقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى » : نزلت في وفد نجران وكانوا نصارى اجتمعوا في مجلس رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم مع اليهود ، فكذّب بعضهم بعضا ، فقالت اليهود لبنى نجران : لن يدخل الجنّة الَّا اليهود وقال بنو نجران لليهود :
لن يدخلها الَّا النصارى ، فحكى اللَّه مقالتهم ولم يقل كانوا ، حملا على لفظ « من » وانّما جمع الخبر مع انّ المطابقة شرط في المبتداء والخبر ، فباعتبار معنى « من » واليهود ، جمع هائد : اى تائب ، لتوبتهم عن عبادة العجل . والنصارى جمع نصران ، كسكارى جمع سكران .
« تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ » اى تلك الأمانىّ الباطلة امانيّهم وهي امنيّتهم دخول الجنّة وان يردّوكم كفارا وان لا ينزل عليكم الخير « قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ » أصله آتوا ، قلبت الهمزة هاء ، اى أحضروا حجّتكم على اختصاصكم بدخول الجنّة ولم يقل براهينكم ، لأنّ دعواهم كانت واحدة وهي نفى دخول غيرهم الجنّة . والجنّة على تلك الدعوة واحدة « إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ » في دعواكم .