responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 276


فأوحى اللَّه اليه : اشتغل بعبادتك ، فليس معرفة اسرار الملك من شأنك ، انّ هذا الفقير كان قتل أبا لفارس ، فمكّنته من القصاص وانّ أبا الفارس كان قد أخذ ألف دينار من آخذ الصرّة ، فرددته اليه من تركته . ومن أيقن بسبب تفاصيل القضاء لم ينطو ضميره الَّا على الرضا بكلّ ما يجرى من اللَّه .
واعلم : انّه لا ينبغي ان يظنّ ظانّ انّ معنى الرضا بالقضاء ترك الدعاء والأسباب وتترك السهم الذي أرسل إليك حتّى يصيبك مع قدرتك على دفعه بالترس وترك الأسباب مخالفة لمحبوبه ومناقشة لرضاه ، إذ ليس من الرضا للعطشان ان لا يمدّ اليد إلى الماء البارد زاعما انّه رضى بالعطش الَّذى من قضاء اللَّه ، بل من قضاء اللَّه ومحبّته ان يزول العطش بالماء بل رعاية سنة اللَّه هي الرضا بالقضاء .
الأصل العاشر : ذكر الموت وهو عظيم النفع ، إذ به يبغض الدنيا وينقطع علاقة القلب عنها ، قال النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : أكثروا من ذكر هادم اللَّذات وقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : لو يعلم البهائم من الموت ، ما يعلم ابن آدم ، لما أكلتم منها سمينا . وأكرم الناس وأكيسهم أكثرهم للموت ذكرا واشدّهم له استعدادا ، فانّ الموت عظيم هايل وما بعده أعظم منه وفي ذكره منفعة ، فانّه ينقص الدنيا ويبغضها إلى القلب وبغض الدنيا رأس كلّ حسنة ، كما انّ حبّها رأس كلّ خطيئة ولا سبب لإقبال الخلق على الدنيا الَّا قلَّة التفكّر في الموت . وطريق الفكر فيه ان يفرغ الإنسان قلبه ويجلس في خلوة ويباشر ذكر الموت بصميم قلبه ويتفكّر في اقرانه الَّذين مضوا فيتذكّرهم واحدا واحدا ، وحرصهم وأملهم ، ثمّ يتذكّر مصارعهم عند الموت وأجسادهم كيف تمزّقت في التراب ، ثمّ يرجع إلى نفسه ، فيعلم انّه كواحد منهم ، أمله كأملهم وأعضائه كأعضائهم كيف صاروا جيفة . قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لعبد اللَّه : إذا أصبحت فلا تحدّث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح وخذ من حياتك لموتك ومن صحّتك لسقمك ، فانّك يا عبد اللَّه لا تدرى ما اسمك غدا . واشثرى اسامة وليدة إلى شهرين بمائة ، فقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : الا تعجبون من اسامة انّه لطويل الأمل والَّذى نفسي بيده ما طرفت عيناي الَّا ظننت انّ شفريها لا يلتقيان ولا لقمت لقمة الَّا ظننت انّى لا أسيغها حتّى

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست