responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 275


أوفق الأشياء للأبدان ، الأغذية اللطيفة ، فكذلك أوفق الأشياء للقلوب ، المعرفة لكنّ الشهوات ونيلها ممرضة للقلوب شيئا فشيئا حتّى لا يقبل شهوة معرفة اللَّه أصلا ، كما يفسد مزاج المريض ، فيسقط شهوته عن الغذاء وينعكس طبعه فيشتهى الطين والأشياء المضرّة المهلكة وهو مقدّمات الموت .
واعلم انّ مرض القلب ينتهى إلى حدّ يستكره معرفة اللَّه ويبغضها ويبغض أهلها ، بل يبغض ويكره جميع الأنبياء والصلحاء ولا يدرك حينئذ الَّا لذة المطعم والمنكح والرياسة وذلك هو القلب المنكوس وهو الميّت الَّذى لا يقبل العلاج ، فيكون أهل هذه الآية : انّا جعلنا على قلوبهم أكنّة ان يفقهوه وفي آذانهم وقرا وان تدعوهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا ابدا أموات غير احياء وما يشعرون .
وبالجملة فجميع الناس يدّعون محبّة اللَّه لكن لها علامات وأعظم علاماتها تقديم امر اللَّه على هوى النفس مطلقا والشوق إلى الموت ، أو الخلوّ عن كراهيّة الموت ، الَّا إذا تشوّق إلى زيادة المعرفة ، فلهذه الجهة لا يحبّ الموت .
الأصل التاسع : الرضاء بالقضاء ، قال النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : إذا احبّ اللَّه عبدا ابتلاه ، فان صبر اجتباه وان رضى اصطفاه وقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : اعبدوا للَّه بالرضا ، فإن لم تستطيعوا ففي الصبر على ما تكره خير كثير . واعلم انّه قد أنكر الرضا جماعة وقالوا : لا يتصوّر الرضا بما يخالف الهوى وانّما يتصوّر الصبر فقط . وقال بعض : يمكن الرضا بما يخالف الطبع والهوى ، لأنّه ولو يكره بالطبع ما يخالف هواه ولكن رضى به لعقله وإيمانه بجزالة ثواب البلاء ، كما رضى المريض بالم الفصد وشرب الدواء ، لعلمه بانّه سبب الشفاء ، حتّى انّه يفرح ممّن يأتي له الدواء والفصّاد .
روى : انّ نبيّا كان يتعبّد في جبل وكان بالقرب منه عين فاجتاز بها فارس وشرب ونسي عندها صرّة فيها ألف دينار ، فجاء آخر وأخذ الصرّة ، ثمّ جاء رجل فقير وعلى ظهره حزمة حطب ، فشرب واستلقى ليستريح ، فرجع الفارس في طلب الصرّة ، فلم يرها ، فأخذ الفقير وطالبه وعذّبه فلم يجد عنده فقتله ، فقال النبىّ يا الهى ما هذا الأمر ، أخذ الصرّة ظالم آخر وسلَّطت هذا الظالم على هذا الفقير حتّى قتله ،

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست