responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 272


خلق الدراهم والدنانير لتكون حاكمة في الأموال والأمور ويعدل بهم القيم والعوض ولولا هما لتعذرت المعاملات إذ لا يمكن اشتراء مثقال من الزعفران بالجمل ، والفرس بالتمر ، فمن كنزهما أو اتخذ منهما آنية ، كان كمن حبس حاكما من حكام المسلمين حتّى تعطَّلت الاحكام أو استعمل حاكما من حكّام المسلمين في الحياكة والفلاحة وتعطل الحكم وكلّ ذلك ظلم وتغيير لحكمة اللَّه في خلقه وعباده ومعاداة اللَّه في محابّه ومن لا ينكشف له بنور البصيرة هذه الأسرار لم يعرف صورة الشرع ومعناه ولم يعرف قوله : والذين يكنزون الذهب والفضّة ولا ينفقونها - إلى أن يقول - فبشرهم بعذاب اليم .
فلا يتصوّر الشكر الَّا لمن قام للَّه بنواميس الشرع ولا يتحقق الشكر الا مع العلم بالنعمة والمنعم فاعرف المنعم واشكره .
الأصل السادس والسابع : الإخلاص والتوكل : قال اللَّه تعالى : ومَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّه فَهُوَ حَسْبُه . قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : لو أنكم تتوكلون على اللَّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ، قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : من انقطع إلى اللَّه كفاه كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله اللَّه إليها . والمتوكل من لا يرى فاعلا سوى اللَّه ويترجمها قولك : لا اله الَّا اللَّه وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . فمن قال ذلك صادقا مخلصا فقدتم توحيده وثبت في قلبه الأصل الذي منه ينبعث حال التوكل ، فان زعمت انّ من أعطاك طعاما فتقول : انما يطعمني باختياره ، ان شاء اعطى وان شاء منع ، فكيف لا أراه فاعلا . فهذا الزعم باطل لأنك ترى الكثير من الأسباب ، ولا ترى ارتباط السلسلة بمسبّبها ، مثل انّك رأيت المطر سببا في النبات ، فاعلم انّ المطر مسخر بواسطة الغيم والغيم مسخّر بواسطة الريح وكذلك إلى أن ينتهى إلى اوّل لا محالة . ولا يحصل التوكل للمتوكّل الَّا ان يعتقد جزما أو ان ينكشف له بالبصيرة بانّه لو خلق الخلائق كلَّهم على عقل اعقلهم ثمّ زادهم أضعاف ذلك علما وحكمة ، ثمّ كشف لهم عواقب الأمور واطَّلعهم على اسرار الملك والملكوت ، ثم أمرهم ان يدبّروا الملك والملكوت ، لما دبّروه بأحسن ممّا هو عليه ولم يمكنهم ان يزيدوا أو

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست