responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 269


الحرّ والعطش ، قال : ارجع إلى مكاني الَّذى كنت فيه ، فأنام حتّى أموت ، فوضع رأسه على ساعده ليموت ، فاستيقظ ، فإذا راحلته عنده ، عليها زاده وشرابه ، فاللَّه اشدّ فرحا بتوبة العبد المؤمن ، من هذا براحلته وهي واجبة على الفور مع الشرائط ، على كلّ أحد ، لأنّ الإنسان مركّب من صفات بهيميّة وسبعيّة وشيطانيّة وربوبيّة وقد عجنت في طينته عجنا محكما واوّل ما يظهر فيه ، البهيميّة فيغلب عليه الشهرة والشره ، ثمّ السبعيّة فيغلب عليه المنافسة والمعاداة ، ثمّ الشيطانيّة فيغلب عليه المكر والخداع ، ثمّ يظهر فيه بعد ذلك صفات الربوبيّة وهو الكبر والاستعلاء ، فاذن لا يستغنى أحد عن التوبة وهي ارث أبيه ولو فرضنا انّه سلم من هذه الآفات وخلا عن جميع ذلك ، فلا يخلو عن غفلة عن اللَّه وذلك طريق البعد ، قال اللَّه : واذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ . وتوبة العوام من الذنوب الظاهرة وتوبة الصالحين عن الأخلاق الذميمة وتوبة المتّقين من الغفلة المنسية للذكر وتوبة العارفين عن الوقوف على مقام يكون ورائه مقام ، فتوبة العارفين لا نهاية لها .
الأصل الثاني : الخوف : قال اللَّه : هدى ورحمة للَّذين هم لربّهم يرهبون .
قال النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : رأس الحكمة مخافة اللَّه ، قال اللَّه تعالى في الحديث القدسي : وعزّتى لا اجمع على عبدي خوفين ولا اجمع له آمنين - الحديث - والخوف سوط يسوق العبد إلى السعادة وحقيقة الخوف : ألم القلب واضطرابه بسبب توقع مكروه في الاستقبال . أوحى اللَّه إلى داود عليه السّلام : خفني كما تخاف السبع الضاري . واللَّه تعالى كم أهلك من عباده وعرضهم لأنواع العذاب ولم يأخذه رقّة وشفقة وأخوف الخلق الأنبياء وآمن الخلق الأغبياء ، أو ما سمعت انّ العبد يكون خوفه ورجاؤه متساويا فذلك للمطيع المتجرّد للَّه ، لكن ما دام العبد مفارقا للذنوب ينبغي ان يغلب الخوف على الرجاء .
قال بعض السالكين : لو نودي ليدخلنّ الجنّة جميع الخلق الَّا واحدا ، لخفت ان أكون ذلك الرجل ، لكن إذا قارب الموت ينبغي ان يغلب الرجاء وحسن الظنّ ، قال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : لا تموتنّ أحدكم الَّا وهو حسن الظَّن بربّه والرجاء غير التمني

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست