يحصل منه الصلف والبذخ والاستطالة والكبر والعجب ، وتفريطها يحصل منه الجبن والذّلة والمهانة وعدم الغيرة وضعف الحميّة على الأهل والمال وامّا في اعتدالها يحصل الخلق الكريم والشهامة والحلم والثبات وكظم الغيظ وو و .
وامّا اعتدال الشهوة : فهو العفّة وافراطها يعبّر بالشره وعن تفريطها بالخمود ، فيصدر من العفّة ، السخاء والحياء والمسامحة والقناعة والورع وقلَّة الطمع ويصدر عن افراطها ، الحرص والوقاحة والتبذير والعجب والرياء والهتكة والمجانة وو الملق والحسد والتذلل للأغنياء والاستحقار للفقراء .
وامّا قوّة العقل : فيصدر من اعتدالها حسن التدبير ونقابة الرأي في إصابة الظنّ والتفطَّن لدقائق الأعمال وخفايا آفات النفوس وامّا افراطه فيحصل منه المكر والدهاء والخداع ويحصل من تفريطه ، البله والغمارة والحمق والبلادة والانخداع وحسن الخلق في الجميع وسط بين الإفراط والتفريط وكلا طرفيها ذميم ومهما مال واحد من هذه الجملة إلى الإفراط والتفريط ، فبعد لم يكمل حسن الخلق والعلاج الرياضة والمجاهدة ومعنى الرياضة ان يكلَّف الصفة المفرطة الغالبة ، خلاف مقتضاها ويعمل بنقيض موجبها ، مثلا ان غلب البخل ، يتكلَّف البذل مرّة بعد أخرى ، حتّى يسهل عليه البذل في محلَّه وهكذا إلى أن ينقلب الطبع ، فانّ العادة طبيعة خامسة .
واعلم انّ تفاوت الناس في حسن الباطن ، كتفاوتهم في حسن الظاهر ولم يسلَّم الحسن المطلق الَّا على الندرة كما حصل له صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وانّك لعلى خلق عظيم .
اعلم : انّ أصول الأخلاق المحمودة عشرة : التوبة والخوف والزهد والصبر والشكر والإخلاص والتوكّل والمحبّة والرضا وذكر الموت .
الأصل الأوّل ، التوبة وانّها مبدأ طريق السالكين ومفتاح سعادة المقبلين - والتائب محبوب اللَّه ، قال اللَّه تعالى : إِنَّ اللَّه يُحِبُّ التَّوَّابِينَ ، وقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : انّ اللَّه افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في فلاة مهلكة ، معه راحلته وعليها طعامه وشرابه ، فوضع رأسه ، فنام نومة ، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته ، فطلبها حتّى اشتدّ