[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 107 ] أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّه لَه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ وما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّه مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ ( 107 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 107 ] أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّه لَه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ وما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّه مِنْ وَلِيٍّ ولا نَصِيرٍ ( 107 ) « أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّه لَه مُلْكُ السَّماواتِ والأَرْضِ » : اى هو المالك للسموات والأرض ، فيفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو كالدليل على قوله : انّ اللَّه بكل شيء قدير . وتخصيص السماوات والأرض بالذكر - وان كان اللَّه تعالى له ملك الدنيا والآخرة جميعا - لكونهما أعظم المصنوعة « وما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّه » من ، زائدة للاستغراق « مِنْ وَلِيٍّ » ناصر ، قيّم بالأمور « ولا نَصِيرٍ » معين لكم ، فلا يجوز الاعتماد على غيره وحسن منه الأمر والنهى والتغيير والتبديل والنسخ لكونه مالكا للخلق .قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : يا عباد اللَّه أنتم كالمرضى وربّ العالمين كالطبيب ، فصلاح المرضى فيما يعمله الطبيب ويدبّره لا فيما يشتهيه المريض ، الا فسلَّموا اللَّه امره تكونوا من الفائزين .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 108 ] أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ ومَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ ( 108 )
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 108 ] أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ ومَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ ( 108 ) « أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ » : أم ، على قسمين ، متّصلة ومنقطعة ، فالمتصلة بمعنى همزة الاستفهام والمنقطعة بمعنى بل ، ولا يكون الَّا بعد كلام تامّ وفي هذه الآية متّصلة واختلفوا في المخاطب به ، قيل : انّهم المسلمون ، قالوا : كان المسلمون يسئلون رسول اللَّه عن أمور لا خير لهم في البحث عنها ليعلموها ، كما سأل اليهود موسى وقيل : سأل قوم من المسلمين ان يجعل لهم النبىّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ذات أنواط كما كان للمشركين ذات أنواط وهي شجرة كانوا يعبدونها ويعلقون عليها المأكول والمشروب ، كما سألوا موسى ان يجعل لهم إلها كما لهم آلهة والقول الآخر : انّه خطاب لأهل مكة وهو قول ابن عباس ومجاهد قال : انّ عبد اللَّه بن أمية المخزومي