الرجم ، فكما روى انّ ممّا يتلى عليكم في كتاب الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ، فهو منسوخ التلاوة ، دون الحكم ومعنى النسخ في مثلها ، انتهاء التكليف لقراءتها ، اى نسخ تلاوتها وبقي حكمها وامّا الثالث الَّذى منسوخ الحكم والتلاوة : قالت عائشة : كان تتلى في كتاب اللَّه عشر رضعات يحرمن ، ثمّ نسخ بخمس رضعات يحرمن ، فهو منسوخ الحكم والتلاوة جميعا ، ثمّ انّ النسخ يختصّ بالأوامر والنواهي ، لكنّ الخبر لا يدخله النسخ ابدا ، لاستحالة الكذب على اللَّه ، انتهى .
« أَوْ نُنْسِها » أو نتركها على حالها ، أو نؤخّرها لوقت آخر لمصلحة والمعنى :
انّ كلّ آية نذهب بها على ما يقتضيه الحكمة « نَأْتِ بِخَيْرٍ » اى بآية وحكم هي خير « مِنْها » للعباد في النفع والثواب والتفاضل فيها ، بحسب ما يحصل منها الخير « أَوْ مِثْلِها » في المنفعة والثواب ، فكلّ ما نسخ إلى الأيسر ، فهو للسهولة للعباد وما نسخ إلى الاشقّ ، فهو في الأجر أكثر ، فالأيسر : كنسخ الاعتداد في الوفاة والاشقّ كنسخ ترك القتال بإيجابه وقد يكون النسخ بمثل الأوّل ، لا اخفّ ولا اشقّ ، كنسخ القبلة ، فحينئذ طعن اليهود له صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فيكون هذه الآية ردا عليهم .
والأنبياء هم المباشرون لإصلاح النفوس ، مثل اطبّاء البدن للأجسام ، والنسخة كتاب اللَّه وتغيير الأعمال الشرعيّة والاحكام الخلقيّة الَّتى هي منزلة عليهم للنفوس بمنزلة العقاقير ، فيغيّرها الشارع وهو اللَّه على حسب مصالحها كما انّ الشيء يكون دواء للبدن في وقت ، ثمّ قد يكون داء في وقت آخر لكن لمّا ختمت النبوّة بمحمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، كذلك ختمت المعالجة بالقرآن الَّذى هو شفاء ولا يتغيّر بعده امر ابدا ما دامت السماوات والأرض ، فمن حرّفه أو بدّل فرعا من فروعه ، فقد كفر به وخرج عن دين الإسلام ، سواء تعلَّق نظره بالمصلحة أم لا .
« أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » فيقدر على النسخ والإتيان بمثل المنسوخ وبما هو خير منه .
آنكه داند دوخت أو داند دريد هر چه را بفروخت نيكوتر خريد .