لا ينفذ على عدوّك بل على نفسك . قال أمير المؤمنين عليه السّلام : قاتل اللَّه الحسد ما اعدله ، بدء بالحاسد قبل المحسود .
قال بكر بن عبد اللَّه : كان رجل يأتي بعض الملوك وله مكانة عنده ، فحسده رجل على تلك المكانة ، فسعى به إلى الملك وقال انّ هذا الرجل يزعم انّ الملك ابخر ، فقال الملك وكيف يصحّ ذلك عندي ، قال : تدعو به إليك ، فانظر فانّه إذا دنا منك يضع يده على انفه ، ان لا يشمّ ريح البخير ، فخرج من عند الملك ودعا الرجل إلى منزله ، فأطعمه طعاما فيه ثوم ، فخرج الرجل من عنده ، فقام بحذاء الملك ويكلَّم مع الملك على عادته ، فقال الملك له : ادن منّى ، فدنا منه ، واضعا يده على فيه ، مخافة ان يشمّ الملك منه ريح الثوم ، فلمّا رأى الملك ما فعل ، صدّق في نفسه قول الساعي .
وكان عادة الملك ان لا يكتب بخطَّه الَّا الجائزة ، فكتب له بخطَّه إلى عامل له : إذا أتاك الرجل ، فاذبحه واسلخه واحش جلده تبنا وابعث به الىّ ، فأخذ الكتاب وخرج فلقيه الرجل الَّذى سعى به ، فاستوهب منه ذلك الكتاب واخذه منه بأنواع التضرع والامتنان زعما منه انّه الأمر بالجائزة ومضى به إلى العامل ، فقال العامل : انّ في كتابك ان أذبحك واسلخك ، قال : انّ الكتاب ليس هو لي ، اللَّه اللَّه في امرى حتّى أراجع الملك ، قال له العامل : ليس لكتاب الملك مراجعة ، فذبحه وسلخه وحشى جلده تبنا وبعث به إلى الملك ، ثمّ عاد الرجل كعادته ، فتعجّب الملك من مجيء الرجل ، فقال ما فعلت بالكتاب ، قال لقيني فلان فاستوهبه منّى ، فوهبته ، قال الملك : انّه ذكر لي انّك تزعم انى ابخر ، فقال كلَّا ، قال : فلم وضعت يدك على انفك ، قال أطعمني طعاما فيه ثوم فكرهت ان تشمّه ، قال : ارجع إلى مكانك فقد كفى المسئ إساءته .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 106 ] ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّه عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 106 ) طعن اليهود في الإسلام ، فقالوا الا ترون انّ محمّدا يأمر أصحابه بأمر ثمّ ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه فنزلت الآية « ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ » : النسخ في اللغة ، الإزالة و