إجلالا للمفضّل من أن يكون طرف النسبة « لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ » انّ ثواب اللَّه خير .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 104 ] يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وقُولُوا انْظُرْنا واسْمَعُوا ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ ( 104 ) « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا » : خاطب اللَّه المؤمنين في القرآن بقوله : يا ايّها الذين أمنوا ، في ثمانية وثمانين موضعا ، قال ابن عباس : وكان تعالى يخاطب اليهود اوّلا في التوراة بقوله : يا ايّها المساكين ولمّا اعتدوا على أنبيائه وخالفوا محمّدا صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، أثبت لهم المسكنة اخرا « لا تَقُولُوا » لرسول اللَّه « راعِنا » : المراعاة المبالغة في الرعي وهو حفظ الغير وتدارك مصالحه ، كان المسلمون يقولون لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إذا القى عليهم شيئا من العلم : راعنا يا رسول اللَّه ، اى تأنّ بنا وانتظرنا حتّى نفهم كلامك وكانت هذه الكلمة لليهود ، كلمة عبرانيّة أو سريانيّة يتسابّون بها فيما بينهم ، فلما سمعوا قول المؤمنين : راعنا ، يخاطبون الرسول افترصوه وخاطبوا به الرسول وهم يعنون به تلك المسبة ، فنهى اللَّه تعالى المؤمنين عنها قطعا لألسنة اليهود عن التلبيس وأمروا بما هو في معناها ولا يحتمل التلبيس فقال « وقُولُوا انْظُرْنا » اى انتظرنا من نظره إذا انتظره « واسْمَعُوا » بآذان واعية وأذهان حاضرة ، حتّى لا تحتاجوا إلى الاستعادة « ولِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ » وللذين تهاونوا برسول اللَّه ، عذاب موجع لما اجترؤا على الرسول من المسبّة . وفي الآية دلالة على تجنّب الألفاظ المحتملة الَّتى فيها التعريض . والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : لا يبلغ العبدان يكون من المتّقين ، حتّى يدع ما لا بأس به ، حذرا ممّا به البأس وقال : انّ من الكبائر ، شتم الرجل أباه ، قالوا : يا رسول اللَّه وهل يشتم الرجل والديه ، قال : نعم يسبّ أبا الرجل ، فيسّب أباه وامّه ، قال اللَّه تعالى : ولا تسبّوا الذين يدعون من دون اللَّه فيسبّوا اللَّه عدوا بغير علم . فمنع من