responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 258


الَّا بقدر الحاجة ، بل لا يناظرون الَّا لإظهار الحقّ لا الغلبة ولا صيقل كلام ولا نقض في الحديث الصحيح ولا تأويل باطل في متن آية محكمة ولا مزاعقة ولا مخاصمة ، بل على طريق الفائدة والكشف ، لا المشتغلين لأجل الدنيا والرياسة .
في الحديث : انّ العلم يهتف بالعمل فان اجابه والَّا ارتحل . المحبوب من العلم هو العلم الَّذى ينفعك في الآخرة ، فاطلبه واعمل به ولا تطلب علما ينفعك في دنياك ويضرّك في آخرتك ، ففي العلوم ما يضرّ مثل علم السحر وصبغ الصفر إذا قلَّبها بالصناعة فضة وكذلك بعض العلوم الَّتى تشغلك عن امر دينك ، فكما انّ في المكاسب ، مكاسب خسيسة ، تأباها النفوس الشريفة ، كالحفر والكناسة والحجامة وكما في الرياح مورق ومحرق ، كذلك العلوم ، فالعلم النافع ، هو الَّذى لو عملت به يجعلك في جنّات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، فاكتسب من جواهر الأعمال ، تشرّف بها عند عرض البضايع ، فمثالك في العمل والبطالة كجماعة سافروا في الظلمات ، فقال لهم الخبير بالمكان : احملوا من حصاها ، تغنموا ، فالمطيع وصاحب حسن الظنّ حمل فأوقر والمتشكّك البّطال ما حمل ، فلمّا خرجوا إلى الضوء شاهدوا بضائعهم ، فإذا درّ وجواهر ، فندم البّطال ، فاقبل قول المتشرّع الصادق ، ودع كبرك وتوانيك وقلَّل شبعك ومن النوم عينك واحفظ بطنك من الحرام ، فأنت العاجز الَّذى تؤذيك البقّة وتقتلك الشرقة ، قنعت من نعيم الجنّة بحلاوة في الدنيا من نحلة : بخبزة من تبنة وتعلم انّك غدا مستور بلبنة ، مع انّك مؤاخذ بنعيمك ، قال اللَّه : لتسألنّ يومئذ عن النعيم وكن موقنا بما أمرك الشارع ولا تكن ضعيف اليقين في الدين وضعف اليقين والشك يوردك الهلكة ويورث الغفلة والبطالة .
قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : حبّك الشيء يعمى ويصمّ . مراده صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم انّ من الحبّ ما يعمى عن طريق الحقّ ويصمّك عن استماع الرشد ويعمى العين عن النظر إلى مساويه .
قال الرازي : انّ لفظ السحر في عرف الشرع مختصّ بكل امر يخفى سببه وبتخيّل

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 258
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست