responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 256


من المعاصي ، كيف رأيتم موضع خذلانه فيكم ، قال عليه السّلام : وكان قلبهما من حبّ تلك المرأة ان وصفا وأسسا طرايق من السحر ، ما تداوله أهل تلك الناحية . قال الامام عليه السّلام : فخيّرهما اللَّه بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، فقال أحد هما لصاحبه :
نتمتّع من شهوات الدنيا إلى أن نصير إلى عذاب القيامة ، فقال الآخر : انّ عذاب الدنيا له انقطاع وعذاب الآخرة لا انقضاء له وليس حقيق بنا ان نختار عذاب الآخرة ، الدائم الشديد ، على عذاب المنقطع ، قال عليه السّلام : فاختارا عذاب الدنيا وكانا يعلَّمان الناس ، السحر ، بأرض بابل ، فرفعا من الأرض إلى الهواء ، فهما معذّبان ، منكوسان ، معلَّقان في الهواء إلى يوم القيامة وقيل : يضربان بسياط من حديد إلى يوم القيامة وروى : انّه استشفع لهما إدريس فخيّرا بين العذابين ، فاختارا عذاب الدنيا ، قيل ، هما في بئر بابل من نواحي الكوفة معلَّقان بشعورهما ، أو بأرجلهما ، قال مجاهد :
ملئ الجبّ نارا فجعلا فيه وقيل : يعذّبان بالعطش ، لأنّه إذا قلَّب اللَّه بنيتهما بنية البشر ، خرجا عن الملكيّة ويحتاجان إلى ما يحتاج اليه البشر ، فحينئذ يندفع الأشكال ان صحّ هذا القول ولعلّ اختلاف الأقوال من المرموزات والَّذى خوطب بالقرآن ، اعرف به ، قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : اتّقوا الدنيا ، فو الَّذى نفس محمّد بيده ، انّها لا سحر من هاروت وماروت .
إياك ان تسحرك الدنيا بلذاتها وعلاقتها ، فتبتّل إلى اللَّه واحترز عن النفس ، فانّ أباك آدم أصبح محسود الشياطين ومسجود الملائكة وعلى رأسه تاج الكرامة وعلى جسده لباس الوصلة وفي وسطه نطاق القربة وفي جيده قلادة الزلفى يتوالى عليه النداء كلّ لحظة ، يا آدم ، يا آدم ، فلم يمس حتّى نزع عنه لباسه وسلب منه استيناسه فإذا كان شؤم زلَّة ، أو صغيرة واحدة كذلك ، فكيف بك . ولذلك كان المخلصون يحترزون من المباحات ، فاعرض عن ملاذ الدنيا واعتزل عن أبنائها ، فطوبى لمن عوّد نفسه بالعزلة ، فتمّت له النعمة ويكون أنسه باللَّه وبسبب العزلة لا يتيسّر له أسباب المعاصي ، اما سمعت قضيّة أبى بكر الورّاق و

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست