responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 245


الجذب ، فقطع ما قطع وأبقى ما أبقى . وفي الحديث : لو انّ شعرة من وجع الميّت وضعت على أهل السماوات والأرضين ، لماتوا أجمعين . وان في القيامة لسبعين هولا وانّ أدنى هو لها ليضعف على الموت سبعين ضعفا . فعلى القلوب القاسية ان يعالجوا قلوبهم بحضور مجالس العلم والمواعظ ومشاهدة المحتضرين وذكر الموت وشدائده .
فاستعد ليوم رجوعك والقلب القابل لان يكون عرش الرحمن ، لا تجعله للذّة الفانية عرش إبليس ومربع الشيطان . واعلم انّ كل ما خلق ، خلق لأجل حكمة وما امر به وما نهى عنه لبقاء تلك الحكمة وحصولها وهذا القانون المنزل فائدته بقاء تلك الحكمة وحصولها ، فلا تفتهم فيختلط امر المعاش والمعاد ، فإذا جاوزت ذرّة من ذلك القانون ، فبقدر التجاوز فسدت ونقصت الحكمة وهلمّ جرّا فكلّ أدب من آدابه من فعل تركته ، أو ترك فعلته يوجب نقصا في حاشية دينك ، بل دين غيرك وغيّرت حكمة اللَّه ولقد كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يطلع على الرجل من أصحابه كذبة فما ينجلي من صدره حتّى يعلم انّه أحدث توبة منها وتطهّر من تلك القذرة الباطنية واستقصاء الإنسان في الطهارة الباطنية واجب كالنجاسات الظاهرة فانّك تنكر على الشخص لو داس الأرض حافيا على فراشك ولا تبالي من مستقذرات باطنك ومهما لم ينقّ الإنسان باطنه من الخبائث ، لم ينتفع من إيمانه وعباداته ولم يظهر أثرها ، فانّ الذي مشتغل بالبئر والبالوعة وهو ملوّث كيف يتمكّن من الورود على الملك ويظهر هذه القذارات الباطنية على الجسم لمتابعة الهوى لا مادة الهوى وقد جبّل عليه والنبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ما استعاذ من الهوى ولكن استعاذ من متابعته فقال : أعوذ بك من هوى متّبع وشحّ مطاع ولم يستعذ من وجود الشحّ ، فانّه طبيعة النفس ولكن استعاذ من طاعته .
ومعرفة دقائق متابعة الهوى ، على قدر صفاء القلب وقلَّة التلوّث ، فانّ كثير التلوّث لا يصل له هذه المعرفة ، فانّه قد يكون ، يتّبع باستحلاء معاشرة الخلَّان ، أو التجاوز في الأمور المباحة كالأكل والنوم والنكاح وهو لا يشعر بانّه متّبع الهوى ، ولا يعلم المسكين انّه ما دام حبّ عليه ان ينزع نفسه عن متابعة الهوى ، فانّ النفس دائما

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست