الروح والهوى العقل وينتكس الأمر ولا ينبعث له ذوق في العبادة والخدمة ، بل يحصل له فتور .
قال النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : آفة العبادة ، الفترة يمرض القلب شيئا فشيئا ، إلى أن يكره العبادة ويزيد إلى أن يصل إلى درجة المنافقين ، قال اللَّه تعالى : وإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى . وهذا المرض بسبب التلوّن وعدم الاستقامة ولهذا شبّهوا الاستقامة بالرّوح الذي يتقوّى به البدن ، فإذا فارق الروح البدن يتلاشى ويفنى . والاستقامة على ما امر به من نهج السنة ولا يخترع من عند نفسه عبادة ، فيقع في الشيطنة ويحرم بركة المتابعة .
[ سورة البقرة ( 2 ) : آية 96 ] ولَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ ومِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وما هُوَ بِمُزَحْزِحِه مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ واللَّه بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ ( 96 ) * ( ( ولَتَجِدَنَّهُمْ ) ) * : ولتعلمنّ يا محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم من الوجدان العقلي وهو جار مجرى العلم ، خلا انّه مختص بما يقع يد التجربة ونحوها عليه . واللام لام القسم ، اى واللَّه تجدن اليهود يا محمّد صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم * ( ( أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ ) ) * : لا يتمنّون الموت . والتنكير للنوع وهي حياتهم الَّتى هم فيها ، لأنّها نوع من مطلق الحياة * ( ( ومِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ) ) * اى انّ اليهود احرص على الحياة من سائر الناس ومن الذين أشركوا ، قيل هم مشركو العرب وقيل هم المجوس ، لأنّهم كانوا يحبّون ملكهم عشّ ألف نيروز وألف مهرجان والمهرجان يوم الاعتدال الخريفي ، كما انّ النيروز يوم الاعتدال الربيعي وهذا كقولك : زيدا سخى الناس وأسخى من هرم بن سنان .
* ( ( يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ ) ) * : بيان لزيادة حرصهم ، اى يريد ويتمنّى ويحبّ أحد هؤلاء المشركين ان يعطى البقاء والعمر ألف سنة . ولو ، فيه معنى التمنّى والمجوس هم القائلون بيزدان وأهرمن والنور والظلمة والخير والشر .