responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 242


فيا مغرور لو نصحك ناصح ، لم ترتكب الكبائر وتعير على الظلم ، تعتل بالضرورة مع أنّ الضرورة لو كانت صادقة فبقدر الضرورة . ما أشبه عذرك بعذر الشارب المدّاح فما رعيت حقّ رعايتها وأدنى مراتب الرعاية أن يصون العبد نفسه من المخالفة عمّا كتب اللَّه عليه من الأعمال وأعلاها أن يقف في سيره مع كلّ خطوة حتّى يصحّحه ويخرج عن عهدة ما عليه في تلك الخطوة من الآداب وينسب هذا التوفيق إلى اللَّه لا من فعل نفسه ولا يخلو من هذه الملكة ساعة واحدة ، قال اللَّه سبحانه : ومن يعظَّم حرمات اللَّه فهو خير له عند ربّه : والمراد من الحرمات التحرج والتجنّب عن المخالفات والامتثال بإتيان الأوامر ، على سبيل التعظيم والرغبة والميل ، لا على سبيل الكره ، فإنّ العبد الكامل إذا عرف عظمة اللَّه ، يعبده طوعا ، ولا يعبده عبادة العبيد كرها ، إذ لولا خوفه من العقوبة ، لم يعبده ، ولولا طمعه المثوبة ، لم يعمل فهو أجير ، يعمل للأجرة فهو عبد الأجرة ، لا عبد سيّده ، فان الأجرة إنّما هي مطلوبة لمصلحة النفس ونفعها وراحتها ، فعبادته إنّما هي لنفع نفسه ، لكن لما كانت الطبقة العامّة لا يقدرون ان يأتوا بمثل هذه العبادة ، فهم محكومون ان يعبدوا بالظاهر المتعارف ، من مفاد ظاهر الكتاب والسنّة وتلك العبادة الكاملة للأولياء الخاصّة ، كما قال أمير المؤمنين عليه السّلام : ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنّتك ، بل وجدتك أهلا للعبادة . لكن فليعلم الطبقة العامّة انّهم محكومون ان يعبدوا بالشروط المقرّرة في الكتاب والسنّة ، لا ان يتسامحوا فيها من آدابها المفروضة واوّل أدب العبادة ، الإخلاص ، وهو تصفية العمل من كلّ شوب ولو من الألف جزء واحد ومن كمال الخلوص ان لا يعتدّ بعمله ، بل يرى العامل ، عمله محض الموهبة ، أجراه اللَّه على يده ولا يرى نفسه مستحقّا للثواب ، فانّه لا حول ولا قوّة إلَّا باللَّه ويكون خجلا من عمله ، مع بذل المجهود خوفا من القصور بحقّ العبوديّة ، لأنّه عبد لسيّده ، مأمور بالإخلاص عن النقصان والشوائب واحتمال النقيصة والقصور كاف لخجله والعبد إذا ما هذّب عمله عن الشوب والنقصان ، يحرم الخير الكثير ولا يكون له استقامة في الخدمة ويحصل له تلوّن ، فيغلب الجسم

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست