responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 233


فلو كان ما تقوله شيئا يفهم أوله طائل لفهمناه ، أو يكون المراد ليس في قلوبنا ما تذكره فلو كان علما لكان فيها . ويجوز في معنى فقليلا ما يؤمنون : اى فافراد قليلة منهم يؤمنون ، كعبد اللَّه بن سلام وأصحابه .
وفي الآية ردّ صريح على المجبرة ، لأنّ هؤلاء اليهود ادّعوا انّ على قلوبهم ، ما يمنع من الايمان ويحول بينها وبينه ، فكذبهم في ذلك بان لعنهم وطردهم ولو كانوا صادقين بانّ اللَّه خلق الكفر في قلوبهم وجعله المانع لهم ، لما استحقّوا اللعن والطرد ويلزم انّ اللَّه كلَّفهم مالا يطاق - تعالى اللَّه عن ذلك علوّا كبيرا . وربّك اعلم بمن هو أهدى سبيلا - والضلالة والهداية سبيلهما باختيار العبد . وانّ المادة المعبّرة عنها بالهيولى في نفسها خالية عن الحكم لها وعليها من حيث هي هي . وانّما الاحكام تلحق الصورة ، الا ترى انّ القلم إذا أصاب مدادا فانّما يلحقه حكم ذلك من غير الحكم بالحسن والقبيح ، فإذا كتبت بذلك المداد اسمى ذاتين مختلفين في الخير والشرّ ، كان اسم الذات المقدسة حسنا واسم الآخر سيّئا . وهاك مثالا آخر ، وهي حروف الهجاء فانّ الألف لا تدلّ على غير نفسها وليس فيها معنى غير وجودها ، فإذا ألَّفت من ثلاثة أو أربعة ، يوجب معنى محدث لم يكن قبل ذلك ، كذلك المادّة لا تجرى عليها الاحكام من حيث هي وانما تجرى عليها بالصورة والتأليف ، الا ترى انّه إذا نزى حيوان محرم على حيوان محلَّل ، كان حكم التحليل والتحريم في نسلهما للاسم الذي هو خاصّة الصورة وظاهرها . وتلك الحقيقة تحقّقت وتميّزت بالصورة ، فحقق بهذا البيان معنى الحديث : السعيد سعيد في بطن امّه . والأمّ هي الصورة والمادّة هي الأب وبعبارة أخرى : المادّة هي الوجود والصورة هي الماهية ، فالحسن انّما حسن في بطن امّه وكذلك القبيح والحكم لا يتعلق بالمادة والَّا لتساوت الإفراد من الجنس في الحكم ، فيكون السرير والصنم واحدا ، لأنّ السرير والصنم من الخشب ، فلو كانت الأمّ هي المادة ، لكان الصنم انّما قبح لكونه من الخشب ولم يقل به أحد وكان يقال : السعيد سعيد في صلب أبيه . ومن شأن العاقل ان ينتقد نفسه ويتأمّل انّ الشيطان من اىّ طريق أفسده ، مثل انّ بعض الحمقاء بسبب هذا الحديث قالوا : السعادة والشقاوة من المقدرات

نام کتاب : تفسير مقتنيات الدرر نویسنده : مير سيد علي الحائري الطهراني ( المفسر )    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست